
الزوجة الثانية .. ظالمة أم مظلومة
الجميع يطلق على الزوجة الثانية أنها خاطفة أزواج أو خرابة بيوت، ولكن هل هذا صحيح؟ بالرغم من الجرح الذى تشعر به الزوجة الأولى وإحساسها بالظلم فى بعض ألأحيان، إلا أن وجود الزوجة الثانية فى حياة الرجل أحياناً من أهم أسباب إستمرار الزواج الأول؛ لأنها إذا كانت زوجة عن حب، فهى تمتص كل السلبيات، وتكون بمثابة المهدئ ليعود الرجل لبيته الأول، وهو أكثر هدوءا وراحة وسعادة.
هناك الكثير من الرجال ممن يتزوجون عن طريق القسمة والنصيب، أى بلا حب، إنتظارا لحدوث الحب بعد الزواج. ويظل الزوجان ينتظران الحب بينهما لينمو، ويصبح لديهما أطفالاً، وهنا يزداد الرابط الأسرى، وتكون هناك ألفة فقط وتعوّد، بلا حب. وربما يعلم كل منهما أنه اخطأ بهذا الزواج، ولكن لايمكن الإنفصال بسبب الأولاد.
إذاً، ماذا يفعل الرجل إذا التقى إمرأة يحبها؟ هل يلتقى بها فى السر؟ هل يعيش على حبها فقط؟ هل يفعل شئ حرام؟ أم يتزوجها ويعيش معها فى الحلال؟ وإذا كانت الزوجة تغفر لزوجها علاقاته مع نساء أخريات، كيف لاتسامح إذا تزوج فى الحلال؟ كلها أسئلة ليس لها إجابة، وتعتمد فقط على الموقف وقوة كل من الزوج والزوجة وعقل وحكمة الزوجتان.
دائما ما يهاجم المجتمع الزوجة الثانية ويكيل لها الإتهامات، ومهما كانت الزوجة الأولى مقصرة أو غير قادرة على إسعاد الزوج عندما يتزوج عليها، تصبح فجاة فى نظر الجميع ست كاملة من كله، وهو قليل الأصل، الذى لم يصن العشرة وخدمتها له وتربيتها لأولاده. والزوجة الثانية فى الغالب تكون هروب من مشاكل الزواج الأول، أو ربما تكون عن حب حقيقى، أو ربما كما تقول النساء فراغة عين من الرجل.
وفى الغالب، فإن الزوجة الثانية هى من يدفع الثمن؛ لأن بعد الزواج ينجذب الرجل مرة أخرى لبيته الأول، ويحن دائما لأولاده، وينخرط فى مشاكلهم، وتصبح الزوجة الثانية على هامش إهتماماته. وهناك أكثر من زوجة ثانية تشتكى إهمال زوجها لها، وبعد زيارتها يوميا، أصبحت هى من تطلب منه الحضور. وإذا أنجبت لا يكون اهتمام الزوج بأطفالها كما يجب؛ لأن فرحته بالأبوة انتهت بعد إنجاب أطفاله من الأولى.
ويمكن أيضا ان تكون الزوجة الثانية أقوى من الأولى وتستطيع أن تجذب الزوج لها، وأيضا تمنعه عن زيارة الأولى، وربما يصل بها الحد لجعله يطلقها، وربما يكون الأهل أقوى من الزوج، ويجتمع الجميع عليه ليطلق الزوجة الثانية رغما عنه، حتى لو كان يحبها.
وفى هذه الحالة يصبح لدينا زوج تعس، ترك من يحب، وزوجة لن تنسى أبدا أن زوجها تزوج عليها من أخرى.
وأنا فى رأيى أن الزوجة الأولى ليست مظلومة دائما، فإن هناك الكثير من الزوجات اللاتى يكن غير قادرات على فهم الزوج وغير قادرات على إسعاده، ويبحث هو عن سعادته فى مكان آخر. ربما يكون إختياره صحيحا وربما يكون خاطئا، ويتورط فى زواج من زوجتين، كل واحدة منهما تحاول ان تجذبه لها، ورغم ذلك لا تستطيع أى منهما إسعاده.
ويبقى السؤال: من هنا الظالم ومن المظلوم؟
هل هى الزوجة التى جرحت كرامتها لزواج زوجها عليها؟ أم هو الزوج الذى يبحث عن الحب ووجده عند إمرأة أخرى؟ أم الزوجة الثانية التى ربما تكون أحبت أو تبحث هى الأخرى عن الاستقرار فى ظل رجل مهما كانت ظروفه؟
حقيقة …
أنا لا أعلم …