
تعتبر قصة إبراهيم من أعظم قصص البشرية. نشأ إبراهيم في العراق وكان قومه يعبدون الأصنام وكان والده يمتهن صناعتها من الحجر والخشب ويطلق عليها أسماء مختلفة. لم يقتنع إبراهيم بمعتقدات قومه، بل انتهز فرصة انشغالهم بالاحتفال بأحد الأعياد وقام بتحطيم الأصنام.
غضب القوم وأشعلوا النار لحرق إبراهيم ولكن الله تعالى أمر النار أن تكون بردا وسلاما عليه فخرج سالما، حتى أن أباه عندما رآه يخرج منها بدون أي أذى قال له: نعم الرب ربك يا إبراهيم.
بدأ إبراهيم يتفكر في الكون فقد أدرك بفطرته السليمة وجود إله هو خالق هذا الكون ومدبر شئونه. نظر إلى السماء فوجد النجم بازغا، قال هذا ربي – لكن النجم أختفى بطلوع النهار.
في اليوم التالي نظر إلى القمر المنير وقال هذا ربي – لكنه أيضاً اختفي مع طلوع النهار.
نظر إلى الشمس وقال هذا ربي – لكنها اختفت مع حلول الليل.
شعر إبراهيم بالاحباط ولكن سرعان ما أوحى إليه الله تعالى أنه قد اختاره لهداية قومه. بدأ يدعو قومه لعبادة الله الواحد، حتى أنه تحدى النمرود مدعي الربوبية، فطلب منه أن يأتي بالشمس من الغرب إن كان حقا إلها كما يزعم، لكن النمرود بهت وصمت.
رغم ذلك، ظل قومه على ضلالهم، فقرر الهجرة إلى مصر مع زوجته سارة. كانت زوجته عاقرا، فأهدته جارية تدعى هاجر ليتزوجها، و لكنها شعرت بالغيرة عندما أنجبت هاجر طفلا، فأخذ إبراهيم زوجته هاجر وطفله اسماعيل إلى مكة، حيث تركهما هناك في مكان مقفر.
عندما نفذ الماء والطعام من هاجر، أخذت تسعي بين جبلي الصفا والمروة بحثا عن الماء وتوسلت إلى الله تعالى، و بعد السعي سبعة أشواط، تفجر لها الماء من بئر زمزم.
بعد سنوات رأى إبراهيم في المنام أنه يذبح إبنه، فلما ذهب لذبحه خضع له الإبن امتثالا لله وطاعة للوالد، ولكن الله تعالى أرسل له كبشا فداءا لإسماعيل. ثم أمرهما الله ببناء الكعبة المشرفة، وأصبحت مقرا للعبادة والصلاة، و أصبحت ذريتهما أمة مسلمة وموحدة بالله تعالى.
الدروس المستفاده من قصة النبي إبراهيم عليه السلام:
– الإيمان الحق يمنح الإنسان الثبات وقت الشدة، فقد ألقي إبراهيم في النار فلم بجزع أو يهلع، بل قال بكل اطمئنان و سكينه: حسبنا الله ونعم الوكيل.
– الأسلوب الأمثل في الإقناع يكون عن طريق الحجة والأسانيد القوية، وليس بالعنف أو الإرهاب، وهذا ما فعله إبراهيم عليه السلام في مناظرته مع النمرود.
– الدعاء سلاح عظيم يحقق المستحيل، فقد توجهت هاجر بالدعاء إلى الله تعالى عندما أوشكت على الموت عطشا هي ورضيعها، فتفجر لها الماء من بئر زمزم.
– الإيمان الحقيقي يثبت الإنسان و يعينه على الطاعة الخالصة لله تعالى، فقد جزعت هاجر عندما تركها إبراهيم عليه السلام، ووليدها في مكان مقفر، فسألته: الله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: فإنه لن يضيعنا..
– طاعة الله ثم طاعة الوالدين واجبه، و هذا ما فعله كل من إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام.
ولنا في قصص الانبياء عبرة