
عاد قوم هود لعبادة الأصنام، فأرسل الله تعالي هود لدعوتهم للعودة لطريق الحق. أخلص هود في دعوته وبذل كل ما في وسعه من أجل هداية قومه، سواء بأسلوب الترغيب أو الترهيب.
فقد بدأ يدعوهم بطريقة اللين والنصح لكنهم استخفوا به. وعاد يقدم لهم النصح ويبلغهم أنه يريد لهم الخير ولا يطلب منهم جزاءا ولا شكورا، ولم يقتنعوا، واستمروا في العناد.
بدأ يذكرهم بما وهب لهم الله من نعم لا تعد ولا تحصى، فلم يحرك ذلك فيهم ساكنا. أخبرهم أن الله سوف يفتح عليهم من خزائن رحمته و يمنحهم المزيد من الغنى والقوة إن اهتدوا، لكنهم تمادوا في ضلالهم واتهموه أنه يحاول إبعادهم عن آلهتهم.
إتجه هود إلى أسلوب الترهيب كمحاولة أخيرة لإقناعهم وأخبرهم أن عاقبة الكفر وخيمة، وذكرهم بمصير قوم نوح فلم يتعظوا واستحقوا العقاب العادل.
أرسل الله تعالى عليهم الرياح العاتية وعندما شاهدوها في شكل غيام فرحوا، وظنوا أنها تحمل لهم الأمطار، ولكن فوجئوا بالرياح الشديدة المحملة بالرمال دمرت مساكنهم وقضت عليهم، ﴿قد وقع عليكم من ربكم رجس و غضب﴾ “الأعراف:٧١”.
أما من آمن من قوم هود فجاءهم النسيم العليل يشفي صدورهم.
الدروس المستفادة من قصة النبي هود:
- العاقل هو من يتعظ من أخطاء الآخرين فلا يقع فيها.
- التفكر في نعم الله و مداومة الشكر عليها يضفي عليها البركة ويحفظها، بينما الصلف والغرور وإنكار النعمة يحولها إلى نقمة.
- الدعوة إلى الله تتطلب من الداعي اتباع كل سبل الترغيب والترهيب، والثبات و المثابرة.
ولنا في قصص الأنبياء عبرة