
اخرجي من مساحة الأمان
لطالما سمعت عبارة “اخرجي من مساحة الأمان الخاصة بك”.
وأذكر كم شعرت بالصدمة والخوف عندما سمعتها أول مرة.
دار بخلدي تساؤل واحد: ما الذي يضطرني للخروج من مساحة الامان الخاصة بي؟ إنني اشعر بالسعادة حيث أنا، بل وأشعر بالأمان داخل مساحة الأمان الخاصة بي.
ومع مرور الوقت، تعلمت أن المقصود من العبارة أن استجمع شجاعتي، أن أمضي قدماً، أن أتخذ خطوة نحو مهمة تحفوها مخاطرة ما، أن أجرؤ، أن أخوض تجربة جديدة …!
قلت لنفسي، لعل الأمر ليس بكل هذا السوء! ربما ينبغي علي التحلي بشيء من الجرأة، وأن أخطو خطوة تتجاوز ما اعتدته. إلا أن عقلي انشغل بالتفكير في أي مجال أخطو إليه؟ وأي اتجاه اتخذه؟ هل المقصود حياتي المهنية، أم حياتي الشخصية، أم حياتي الاجتماعية؟
صراحة، فإن مجرد التفكير في التخلي عن الحياة المسالمة التي حققتها، لمجرد المغامرة في أحداث غير معروفة لم يكن أبداً حلم من أحلامي. ولم اتقبل هذا التحدي في بادئ الأمر.
ومع مرور الوقت، وبذل الجهد في التفكر في الأمر، بدأت الفكرة تتضح لي.
وحدثت نفسي في صمت: لقد اتخذت بشجاعة قرارات كثيرة حول أمور سعيت لتحقيقها في حياتي، بل أنني في أحيان كنت بالفعل أخرج من مساحة الامان الخاصة في للعمل على تنمية الذات أو تعليمي أو قناعاتي أو حياتي المهنية. ولم يكن الوصول إلى أهدافي بالأمر اليسير، فقد شهدت كل مرحلة من مراحل حياتي تحديات كافحت من أجل مواجهتها والتغلب عليها. ربما لم أكن مدركة لهذه النجاحات، ولكن عبارة “خارج مساحة الأمان” جعلتني واعية لنقاط قوتي.
هكذا الأمر إذا! بهذه البساطة.
إنني قادرة على المواجهة، على الجرأة، على المغامرة.
لقد نجحت في ذلك من قبل، ويمكنني أن أنجح كلما أردت ذلك.
لكنني لن أثقل على نفسي بالخوف للخروج من مساحة الأمان الخاصة بي طالما لم تكن بي رغبة لذلك. إنني امرأة، ومثلي مثل الكثيرات، فإنني اعتمد على حدسي.
يجب على كل امرأة منا أن تؤمن ببواطن قوتها، وأن نعتمد عليها كلما اضطررنا، وكلما أردنا. فلا يوجد أي إلزام لنا بأن نخرج عن مساحة الامان الخاصة بنا إن ارتأينا أن هذه الخطوة ستمثل ضغطاً علينا.
إننا قادرات على انجاز الأمور، ولكن طبقاً لما نراه نحن، ولذا لسنا مضطرات أن نسعى لاثبات ذواتنا للآخرين!