العلاقات الأسرية

يا رب ولد!

يا رب ولد!

رجال كثيرين ونساء يكون حلمهم الوحيد بعد الزواج هو إنجاب الولد، وربما تحزن الزوجة وحماتها وأهلها كلهم عندما تنجب بنتاً، وكأن البنت تهمة أو بلوة، ويقل اهتمام أهل الزوج أثناء حمل الزوجة بعد معرفتهم بأن الجنين بنت.

وعندما تنجبها، يقول الجميع ربنا يعوض عليك بالولد، وكأن انجاب البنت خسارة تحتاج إلى تعويض من الله. حتى الأمثال القديمة والتى يرددها الناس إلى الآن ضد فكرة إنجاب البنت مثل: “لما قالوا دى بنية مالت الحيطة عليا، ولما قالو ده ولد اشتد ضهرى واتفرد”. وأيضا “يا مخلفة البنات ياشايلة الهم للممات”، علما بأن أولاد كثيرة جدا كسرت ظهر الآباء والأمهات.

وينتظر الجميع خبر “مبروك جالك ولد” بفارغ الصبر، والمبرر أن الولد هو اللى ها يخلد إسم العائلة، والولد هو اللى هايشيل أبويه لما يكبروا، ويقف بجوارهم، ويكون عونا لهم. وفى أحيان كثيرة يتزوج الزوج من زوجة تانية وثالثة من أجل إنجاب الذكر، علما بأن الشخص الوحيد تقريبا الذى يقوم بخدمة الأب والأم فى المرض والكبر هو الإبنة – يعنى البنت مش الإبن ولازوجته.

ورغم ذلك يتمسك الجميع بإنجاب الولد، وكأنه سيكون حل سحرى لجميع المشاكل، وحماية من غدر الزمن، وغالبا ما يكون الغدر من الأبناء من الذكور، والبنت تظل على صلة بأهلها بعد زواجها، وتواظب على زيارتهم وخدمتهم، بينما ينقطع الإبن عن الزيارة، ويمكن كمان ينقطع عن السؤال والاتصال.

وهناك من يتطلع لإنجاب الولد من أجل الميراث، وتهتم الزوجة جداً بهذا الأمر حتى لايشاركها أحد فى ميراث زوجها.

ويبقى السؤال المهم هنا لماذا يتمسك الجميع بإنجاب الولد؟ وهل هناك فرق فعلا بين البنت والولد، غير أنه من يخلد إسم العائلة؟ ويمنع الميراث عن أقرباء الزوج والزوجة؟

على الجميع أن يعلم أنه لا فرق بين البنت والولد فى قلب الأب والأم، ويجب معاملة الإثنين بنفس الطريقة، ولا يجب تفضيل أحدهما على الآخر، حتى لاينشأ حقد أو كره بينهما، ولا يجب أن نتمسك بهذه الأمثال القديمة. فالبنت أو الولد يمكن أن يكونا هم السند للوالدين عند الكبر، أو يكونا سببا للقضاء عليهما. ومن يحبه الله، يرزقه الذرية الصالحة، سواء كانت ولد أو بنت.

بواسطة
نجوى نصير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى