المرأة والصحة الجسدية

الحركة بركة

لنتخيل شخص ابيض الشعر، لكنه نشط، مهندم، يخرج صباحاً من البيت، يعود بعد قضاء بعض مشاويره، يذهب لزيارة أقربائه أو أصدقائه، يشتري أغراضه من السوق أو المول، وعندما يعود إلى المنزل، يشعر بالانجاز.

اسمع من يقول – هذا درب من الخيال! ولكنه ليس بعيد المنال كما قد يظن البعض. يمكن لهذا النمط أن يصبح سائداً في مجتمعاتنا، ببعض التغييرات البسيطة في أسلوب الحياة اليومي، والتي لا يبدأ من بعد سن الستين فقط!

يرى الغالبية أن الشيخوخة تبدأ من سن الخمسين، تتوج بالخروج إلى المعاش في الستين أو الرابعة والستين من العمر، وأن هذه المرحلة من نهاية العمر لا مفر منها، فهي مرحلة الكبر والوهن والعجز والأمراض والخمول وغيرها من المظاهر السلبية التي تسرق من الإنسان قدرته على الاستمتاع بحياته.

ومن المشكلات الصحية الأساسية التي تمثل الجانب البدني للشيخوخة لدى كبار السن، اصابتهم بأمراض القلب، والضغط، والسكر، ومشكلات الأطراف من خشونة وغضروف والشعور بالتيبس، وهي جميعها أمراض ناجمة عن عادات حياتية غير صحية، أهمها قلة الحركة واللياقة، والتي بدورها تصبح من أهم مشكلات التقدم في العمر.

ولذلك، فإن الحركة بركة – ولها فوائد عدة، منها البدنية، والصحية، والنفسية، بل والاجتماعية، أما بالنسبة لكبار السن، فالحركة تمسي من ضروريات الحياة. لا شك أن الحركة وممارسة بعض الرياضة – وأبسطها رياضة المشي – تساعد في مكافحة أعراض الشيخوخة وأمراضها. وهذا ما أصبح يعرف في الغرب بعملية التقدم في العمر الصحية، أو الشيخوخة الصحية (healthy aging).

وقد عرفت منظمة الصحة العالمية الشيخوخة الصحية بأنها عملية مستمرة من الاستفادة القصوى من أية فرص قائمة نحو الحفاظ على الصحة النفسية والبدنية وتحسينها، مع استدامة استقلالية الفرد ونوعية حياته على مدار العمر. كما أعلنت العقد الحالي (بين عام 2021 إلى عام 2030)، بأنه عقد الشيخوخة الصحية.

أمراض القلب

لا شك أن المشي بشكل منتظم يساعد على الحفاظ على صحة القلب والشرايين والأوعية الدموية، كما أنه يساعد على مكافحة الكولسترول، ومناهضة السمنة، ومن فوائد المشي أيضاً أنه يساعد على التقليل من التوتر، وانتظام التنفس، وتحسين المزاج العام، بما يساهم بشكل ايجابي في تعزيز صحة القلب.

الضغط والسكر

ثبت علمياً أن المشي بانتظام يساعد الشرايين على الاحتفاظ بمرونتها وتفادي الاصابة بالتصلب، كما يساعد على تجنب زيادة الوزن والاصابة بالسمنة، مما يساهم بدوره بشكل فعال في الحفاظ على ضغط الدم وتفادي الاصابة بارتفاعه.

كما توضح جمعية مرض السكر الأمريكية أن زيادة النشاط البدني يعمل على انخفاض فرص الاصابة بمرض السكر، لذا تنصح الجمعية بضرورة تبني المشي بشكل يومي باعتباره أولوية صحية.

خشونة المفاصل والتيبس

تساعد الحركة، والمشي على وجه الخصوص، على الحفاظ على وزن صحي بما يخفف العبء عن الأطراف والمفاصل والظهر، كما يساعد على تقوية العضلات المحيطة بالمفاصل، فيعمل على حمايتها من تآكل الغضاريف بها.

الخلاصة في كلمتين

  • من أفضل العادات الصحية الحفاظ على المشي لمدة نصف ساعة يومياً خلال أيام الأسبوع، وذلك لتحسين الصحة العامة والحفاظ عليها.
  • إن رياضة المشي لا تتطلب مصاريف اضافية تثقل كاهل الأسرة، فيمكن ممارسة المشي في أي مكان وفي أي وقت.
  • لا تتطلب رياضة المشي جهداً اضافياً مرهقاً، وإنما التزاماً يومياً مستمراً.
  • من فوائد الهاتف المحمول توفيره الكثير من التطبيقات الخاصة باللياقة البدنية والتي تساعد على عد الخطوات ومراقبة التقدم الذي يحرزه المرء.
  • يمكن لرياضة المشي أن تصبح مناسبة اجتماعية إن كان الشخص يفضل صحبة معه، كما يمكن أن تكون وقتاً للترفيه والاستماع إلى الموسيقى أو إلى كتاب مسموع أثناء فترة المشي.
  • تساعد رياضة المشي على تحسين النوم ليلاً، ورفع معدلات النشاط والطاقة خلال النهار.

لذا، فإننا نشجع الجميع على ممارسة الرياضة منذ الصغر، وعبر مرحلة الشباب، والحفاظ على شباب البدن وصحته، فالاستثمار في البدن منذ الصغر يساعد على حياة أفضل في الكبر، ويساهم في الاستمتاع بشيخوخة صحية.

بواسطة
ليلى حلمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى