
ليلة الدخلة – بداية أم نهاية
رغم أهميّة وضرورة تلبية الحاجة الجنسيّة لدى الرّجل والمرأة، وسيعهما لتوفير كافة الأجواء المحيطة المناسبة لتحقيق هذه الرّغبة وإشباعها، إلا أن الخوف من ليلة الدّخلة – وهي المرّة الأوّلى لممارسة العلاقة الجنسيّة مع الشّريك بعد عقد القران والارتباط الشّرعي والقانوني – يظل هاجس يؤرق الكثيرين، وقد تصدر بعض التّصرفات والسّلوكيات عن الرّجل ما يتسبّب بكره زوجته له من اللّيلة الأوّلى.
سنتنأوّل في مقالتنا هذه نصائح لتجنّب الوقوع بمثل هذه المشكلة والتّغلّب على مخاوف الجماع والعلاقة الجنسيّة للمرّة الأوّلى في ليلة الدّخلة وكيفيّة التّصرف يوعي وثقة وحكمة حيال مخاوف الشّريك من ليلة الدّخلة، دون الوصول لكره الزّوج من ليلة الدّخلة ما سينعكس على بقيّة حياة الزّوجين سلباً وفي إطار يحقق النّشوة الجنسيّة للمرأة والرّجل.
أسباب الخوف من ليلة الدخلة والجماع
يعتبر الخوف من ليلة الدّخلة وممارسة العلاقة الجنسيّة للمرّة الأوّلى هاجساً نفسياً وعامل ضغط فكريّ ونفسيّ على الرّجل والمرأة، وتعود الأسباب المؤدية للخوف من الجماع في ليلة الدّخلة وممارسة العلاقة الجنسيّة للمرّة الأوّلى لأسباب عديدة أبرزها:
- نقص الثقافة الجنسيّة في المجتمع وقلّة الوعي الجنسي لدى الأشخاص.
- انتشار الخرافات الجنسيّة والتّأثر بالمشاهد والأفلام الجنسيّة.
- الخوف من الألم المصاحب للجماع للمرّة الأوّلى وتفاصيل فض غشاء البكارة لدى المرأة.
- الخوف من عدم التّمكن من السّيطرة على نجاح الجماع لدى الرّجل كخوفه من عدم القدرة على الانتصاب للفترة الكافية أو سرعة أو تأخر القذف وغيرها من المخاوف الجنسيّة لديه.
- بعض العادات الشّرقيّة التي تسبّب ضغطاً نفسياً على العرسان في ليلة الدّخلة.
- الخوف بعد سماع تجارب فاشلة في إقامة العلاقة الجنسيّة في ليلة الدّخلة.
- اقتران نجاح عمليّة الاتصال الجنسي وإقامة العلاقة الجنسيّة في ليلة الدّخلة برجولة الرّجل وأنوثة المرأة.
- الحياء والخجل من الشّريك.
- بعض السّلوكيات والتّصرفات المنفّرة والتي سنتحدث عنها بعد قليل في جزء خاص.
- ومع اختلاف أسباب وعوامل الخوف من ممارسة العلاقة الجنسيّة والجماع في ليلة الدّخلة والتي تعد المرّة الأوّلى لممارسة علاقة جنسيّة مع شريك عند العذارى ومن لم يسبق لهم خوض تجربة الارتباط والزّوج قبل هذه المرّة! ونؤكد أنه يمكن التّغلّب على كل هذه المشاكل والعوامل المسبّبة للقلق من ليلة الدّخلة والجماع!
تصرفات خاطئة يقوم بها الرجل في ليلة الدخلة:
العنف الجسدي: يعتقد بعض الرّجال أن عليهم إنجاز “المهمة” بكافة الوسائل والطرق الممكنة، وأن نجاح الاتصال الجنسي في اللّيلة الأوّلى اشبه بواجب عسكري يجب تأديته! لذا قد يلجأ الرّجل للعنف الجسدي في إقامة علاقة جنسيّة مع زوجته للمرّة الأوّلى في ليلة الدّخلة وهذا ما يشوّه فكرة الجماع والعلاقة الجنسيّة عند المرأة. فالمرأة كائن عاطفي حنون وخاصّة في هذا الجانب من العلاقة، أما استخدام القوة البدنيّة، فيبث الرّعب في نفسها ما يعيقها من الاستمتاع وإمتاع الزّوج معها!
العنف اللّفظي: من السّلوكيات الخاطئة التي قد تصدر من بعض الرّجال أثناء الجماع وإقامة العلاقة الجنسيّة للمرّة الأوّلى في ليلة الدّخلة استخدام ألفاظ نابية وإهانة العروس لفظياً ونعتها بصفات قبيحة، وهذا لن يثير شهوتها، وخاصّة في المرّة الأوّلى بل سيشعرها بأنها أداة للمتعة الجنسيّة فقط، والمرأة طبعاً ليست مجرد ماكينة جنس! فالكلام الطيب واللّين والرّومانسية هي الأساس السليم.
إلحاق الأذى بالعروس عند محاولة فضّ غشاء البكارة: وهنا يجب الوقوف قليلاً للحديث عن أهميّة التّعامل مع الموضوع بوعي! فغشاء البكارة هو غشاء مطاطي تختلف سماكته من امرأة لأخرى، فقد لا يتم فضّه من الجماع الأوّل وهذا لا يعني التّشكيك بالمرأة، ولا يعني وجوب استخدام أي أداة أو عضو غير جنسي في فض غشاء البكارة كفض غشاء البكارة بالاصبع أو غيرها من السّلوكيات الخاطئة، التي تسبّب ألماً وأذى نفسياً للمرأة وأيضاً سيسبّب تشنجاً مهبلياً للمرأة.
بعض السّلوكيات الشّاذة: أو غير المفهومة والتي قد تكون مرتبطة باضطراب جنسي لدى الزّوج وانعكاسها على الحياة الجنسيّة للزّوجين مستقبلاً، لأن المرّة الأوّلى كانت من غير تراضٍ أو تفاهم، مما يشكل حاجزاً نفسياً بين الزّوجين.
كره الزوج بسبب ليلة الدخلة وتأثيره على الزواج
التّفاهم الجنسي وتحقيق اتصال ناجح عند إقامة العلاقة الجنسيّة للمرّة الأوّلى في ليلة الدّخلة ينعكس بطبيعة الحال على طبيعة العلاقة الجنسيّة المستمرّة طيلة فترة الزّواج! لذا فإن قيام الرّجل بأي سلوك منفّر سواء أكان من غير وعي وقصد، أو بقصد وإرادة مسبقة، فإن الأثر سيمتد طويلاً؛ لأن العلاقة الجنسيّة ليست فقط اتصالاً جنسياً والوصول للنشوة الجنسيّة! إنما هي اتصال روحي وفكري وجسدي بين الزّوجين.
يجهل البعض بأهميّة التّوافق الفكري والجنسي وتبعاته على الحياة الجنسيّة للزّوجين، مما قد يتسبّب بقلق من ممارسة العلاقة الجنسيّة بين الزّوجين، وله أثر على كره الزّوجة للزّوج من اللّيلة الأوّلى وشعورها بأنّ سبّب ارتباطه بها هو جنسي فقط لتلبية احتياجاته ومتطلباته ورغباته الجنسيّة دون الاكتراث برغباتها ومتطلباتها هي، كما يشعرها ذلك بأن الجنس هو الأهم في علاقة زوجها بها، مما ينجم عنه نفوراً نفسياً واجتماعياً وأسرياً.
العلاقة الجنسيّة هي أساسيّة، بلا شكّ، لكن الاهتمام بباقي الجوانب والتّفاصيل الإنسانيّة والفكريّة والعاطفيّة يعزز نجاح العلاقة الجنسيّة ويسهّل إمتاع الشّريكين لبعضهما، بل وعملهما الدّائم على تقديم المزيد للشريك وإرضائه جنسياً.
إن كره الزّوجة للزّوج من اللّيلة الأوّلى تبعاً لتصرفات وسلوكيات غير مسؤولة وغير جادّة في احترامها، قد تصل بالعلاقة الجنسيّة إلى مرحلة البرود الجنسي وتجنّب إقامة العلاقة الجنسيّة وتوصيم العلاقة الجنسيّة بواجب وفرض عليها، دون أي متعة أو سعادة أو تحقيق للرغبات الجنسيّة المشتركة، ما قد يصل في مرحلة ما بالعلاقة الزّوجيّة ككل لخطر الانفصال وعدم احتمال إكمال الحياة مع هذا الشّريك لعدم قدرته على تفهم واحتواء المرأة واحتياجاتها الجنسيّة.
كما قد ينتج عن سوء التّعامل في ليلة الدّخلة وكره الزّوج من اللّيلة الأوّلى ما يسمى برهاب الجماع ورهاب الحميميّة وصدمات نفسيّة بسبّب العنف والتّصرفات الخاطئة أثناء الجماع للمرّة الأوّلى، وقد تظل هذه التّبعات ملازمة للمرأة.
نصائح للزوج في ليلة الدخلة
التّثقيف الجنسي والتّحضير للعلاقة الجنسيّة في ليلة الدّخلة:
لا شك أن من أهم الأسباب لهذه المشكلة قلة الوعي الجنسي، وانعدام الثقافة الجنسيّة، واعتماد الأشخاص على مصادر للتّثقيف غير واعية وغير حقيقيّة كالأفلام الجنسيّة والإباحيّة، وتجارب خاصّة في ظروف خاصّة لأشخاص وتعميمها، وعدم معرفة الشّريكين بتفاصيل جنسيّة مهمة، مثل ضرورة إثارة الشّريك الآخر وإيصاله للنشوة الجنسيّة وتحقيق رغباته. كما أن عدم النّقاش بين الشّريكين في فترة الخطبة وقبل ليلة الدّخلة حول تفاصيل جنسيّة مفضّلة ومحببة لدى كل منهما والتّباحث في ترتيب التّفاصيل المتعلقة بالعلاقة الجنسيّة بينهما، تسبّب الإرباك في ليلة الدّخلة وكره الزّوج من اللّيلة الأوّلى.
المغازلة والكلام الرّومانسي:
للكلام وقع وأثر مهم في النّفس! فاستخدام عبارات تحببيّة ومغازلة الزّوجة بعبارات رومانسيّة، تزيد من إثارتها الجنسيّة، وبالتّالي قدرتها على إثارة وإمتاع الزّوج. فالعلاقة الجنسيّة علاقة مشتركة، ويجب على كل منهما العمل على تلبية متطلبات واحتياجات الآخر للوصول لنجاح العلاقة الجنسيّة، وخاصّة في ليلة الدّخلة. فاستخدام أسلوب المغازلة والكلام الرّومانسي يزيد من شعور المرأة بالحميميّة والطمأنينة والاسترخاء.
ضبط المزاج والتّخفيف من التّوتر:
تحدثنا في بداية المقالة عن أسباب توتر العريسين ليلة الدّخلة والآثار النّاجمة عن ذلك التّوتر، والقلق من الفشل في إنجاح العلاقة الجنسيّة والجماع في ليلة الدّخلة، كما قد يتسبّب بكره الزّوج من اللّيلة الأوّلى بسبّب تصرفات وسلوكيات غير صحيحة ولا صحيّة، تؤثر على مستقبل العلاقة الجنسيّة بين الزّوجين. يجب التّشديد على دور الرّجل في احتواء المرأة وتفهّم مخاوفها وقلقها عند الجماع في ليلة الدّخلة، وخاصّة عندما تكون التّجربة الجنسيّة الأوّلى لهما أو لأحدهما، فعليه طمأنتها وتهدئتها وعدم إجبارها أو إكراهها على شيء.
واجه مخاوفك وتحدث إلى الشّريك:
الحوار والحديث بصراحة وشفافيّة هو المفتاح السّحري لحل معظم المشاكل الزّوجيّة والجنسيّة والأسريّة كما الاجتماعيّة! فالحديث مع الشّريك عن مخاوف ليلة الدّخلة والجماع والتّباحث في كيفيّة التّعامل معها وتجاوزها، تزيد شعور المرأة بالأمان والرّاحة، وكذلك تعزز ثقتها بزوجها وبنفسها، ولا تصل بها لمرحلة كره الزّوج من اللّيلة الأوّلى لعدم تفهمه لها واحتوائه لمخاوفها.
الاسترخاء والتّعامل مع الموضوع بهدوء وعاطفة:
العاطفة والمشاعر عنصران مهمان في تحقيق الغاية من الاتصال الجنسي والجماع وخاصّة في ليلة الدّخلة، والتي تتطلب التّعبير الصريح وبكل الطرق الممكنة عن الحب والمشاعر والرّغبة الجنسيّة بالتّواجد مع الشّريك والرّغبة بإمتاعه. ولكن نعود ونذكّر بأهميّة انتقاء الكلمات والألفاظ والعبارات وتجنّب كل ما يسبّب كره الزّوج من ليلة الدّخلة!
العناية بالنّظافة الشّخصيّة ونظافة المكان:
تزيد النّظافة الشّخصيّة من متعة الجماع ورغبة الزّوجين في استمرار الاتصال الجنسي لأطول فترة ممكنة، وهنا ننصح الرّجل والمرأة بالاهتمام بالنّظافة الشّخصيّة، وقص الأظافر، وتنظيف الجسم، وتنظيف الأسنان، ووضع رائحة عطر جذابة، والاهتمام بالمكان وتفاصيله، وإضفاء طابع رومانسي مريح نفسياً، كاستخدام الشّموع والإضاءة الخافتة، وغيرها من العناصر التي تبعث السّكينة والهدوء وتحفّز الاثارة ونجاح العلاقة الجنسيّة بين الزّوجين وخاصّة في ليلة الدّخلة.