
أرسل الله تعالى النبي نوح لهداية قومه الذين كانوا يعبدون الأصنام، و اتبع عليه السلام وسائل عديدة للترغيب والترهيب، ورغم ذلك لم يقتنعوا، واستهزءوا بمن اتبعوه، و قالوا أنهم من أراذل الناس، أي من الفقراء والضعفاء بل وطلبوا منه كشرط للإيمان، أن يقوم بطردهم من المدينة.
ثم أوحى الله تعالى إلى نوح ﴿أنه لن يؤمن من قومك إلا من آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون﴾ “هود:٣٦”. وآمن من أبناء نوح ثلاثة، بينما أصر الرابع على الكفر. وأمره الله تعالى بصنع سفينة، فكان القوم يسخرون منه كلما مروا به، فتحمل نوح الأذى بصبر جميل.
وعندما أتم صنع السفينة، حمل عليها القوم المؤمنين، كما جمع فيها زوجين من كل أنواع الحيوانات والطيور. ثم أمر الله تعالى الأرض فتفجرت منها المياه، وأمر السماء فانهمر منها المطر، وحاول القوم الضالين الهرب فلم يفلحوا. ونادى نوح ابنه العاق ونصحه أنها الفرصة الأخيرة للنجاة، لكنه تمادى في عناده وضلاله، وقال سوف أصعد على الجبل، وكان مصيره الغرق.
سارت السفينة بسلام وأمان، ثم توقف المطر وابتلعت الأرض ماءها، وهبط نوح ومن معه على جبل الجودي، وعاشوا في ظلال الإيمان. وخرج من نسل أولاد نوح الثلاثة سائر الأجناس البشرية من الأفارقة والآسيويين والأوروبيين.
الدروس المستفادة من قصة النبي نوح عليه السلام:
- قضى نوح عليه السلام ما يقرب من الألف عام في الدعوة للحق وتحمل مشقة كبيرة، ولم يمنعه ذلك من أداء رسالته السامية، وفي ذلك عبرة لكل مؤمن باتباع الحق مهما عانى في سبيل ذلك.
- كل نفس بما كسبت رهينة، فليعلم كل منا أنه سوف يحاسب عن أفعاله، ولن يشفع له عند الله أهله أو ماله، حتى أن نوح وهو نبي عجز عن الشفاعة لابنه الذي كفر.
- طاعة الله تعالى لها الأسبقية عن كل ما عداه، فقد أطاع نوح ربه وحمل القوم الصالحين معه، وترك ابنه لأنه كان عاصيا، و لعلنا ندرك من هذا أنه لا واسطة ولا محسوبية في الإسلام.
ولنا في قصص الأنبياء عبرة