
هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم جميعا السلام، وكان يطلق عليه إسم “إسرائيل”، وتعني باللغة العربية “عبد الله”.
ولد في أرض كنعان، ولما كان أخوه التوأم يغار منه؛ لاعتقاده أنه الأقرب لقلب أمه، فقد نصحه أبوه إسحاق بالسفر إلى أخواله في العراق، فمكث هناك حتى بدأ قلب أخيه يصفو له ثم عاد. اشتغل برعي الغنم حتى جاءته النبوة، فأصبح من أنبياء بني إسرائيل على ملة أبيه إبراهيم عليه السلام، واشتهر بنفاذ البصيرة والعلم النافع والعمل الصالح والإيمان الراسخ.
تزوج يعقوب عليه السلام أربع مرات، ورزق ١٢ ولدا وبنتا واحدة. وفي بداية شبابه، أحب إبنة خاله الصغرى “راحيل”، لكن والدها اشترط عليه الزواج من الكبرى “ليا”، بعد أن يقوم بخدمته سبع سنين، ثم سمح له بالزواج من “راحيل”، بعد أن خدمه سبع سنين أخرى.
وأهدت إليه كل منهما جارية، فأصبح زوجا لأربع نسوة. كان يوسف عليه السلام، إبنه من راحيل، وكان الأقرب إلى قلبه؛ لأنه رأى فيه أثر النبوة، وأدرك إخوته ذلك، وامتلأت نفوسهم بمشاعر الغيرة نحوه، وأضمروا له الشر.
ذات يوم دبر اخوته حيلة للتخلص منه فألقوه في البئر، لعل إحدى القوافل يلتقطونه من البئر ويأخذونه بعيدا، وزعموا أن الذئب أكله. حزن يعقوب حزنا شديدا لفراق فلذة كبده، وبكي كثيرا حتى فقد البصر. وأكرمه الله بعد الصبر الجميل، وجمع شمله مع يوسف وعاد إليه بصره، وانتقل وزوجته وأولاده للعيش مع يوسف في مصر.
الدروس المستفاده من قصة يعقوب عليه السلام:
– التوكل على الله تعالى و حسن الظن به يحقق المعجزات. فقد حرم يعقوب عليه السلام من ابنه، كما فقد بصره، لكنه لم ييأس ولم يتذمر، واستجاب الله لدعائه، فجمع شمل عائلته ورد إليه بصره.
– خير ما يتركه المرء لأولاده بعد مماته التقوى والإيمان بالله، وتوحيده والإخلاص في العبادة. ذلك خير من كنوز الدنيا، فقد أوصى يعقوب عليه السلام أولاده حين حانت لحظة وفاته، أن يتبعوا ملة أبيه إبراهيم حنيفا مسلما، و قد ذكرت تلك الوصية في القرآن الكريم في الآية رقم ١٣٣ من سورة البقرة: ﴿أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون﴾ صدق الله العظيم.
ولنا في قصص الأنبياء عبرة …