الفنون

مفتاح السعادة في الحياة

الثقة بالله

ما هو مفتاح السعادة في الحياة؟

ثقتك بالله هي بوابة نجاتك من أزمات الحياة

كلما صليت ودعوت ربك ان يرزقك الخير كله وكلما اطمأن قلبك الي اجلبة المولي عز وجل، فتأكد ان الله سيستجيب لكِ.

فقط املأي قلبك بنور الله، وفقط تيقني من أن الله يسمعك ويراك. كثير منا يجد ان أعباءه كبيرة وثقيلة عليه، فينظر الي ابنائه في حسرة لعدم قدرته علي الصرف عليهم، وتلبية طلباتهم، ولكن لو علم أن الله يراه من فوق سبع سموات، لاطمأن قلبه لتدابير الله.

يحضرني قصة رجل، وليكن عم عواد .. رجل رث الحال .. عمله اصلاح وابور الجاز .. له سبع بنات وولد، كلهم في مراحل التعليم المختلفة .. كان عم عواد يقوم بمصاريف البيت بصعوبة .. مع مرور الوقت تلاشت صناعة بوابير الجاز، وحل مكانها الاختراع الحديث وقتها البوتوجاز .. وتلاشت معه ورش اصلاح البوابير .. ووقع عم عواد في مأزق كبير ..

كيف سيسد جوع كل هذه الفيه .. ويكسوهم ويعلمهم .. وهو الفقير ركيك الحال .. لم ينم الرجل ليلته حتي سمع آذان الفجر، فقام توضأ وصلي بالمسجد المجاور .. ورآه جاره الذي فتح ورشه لاصلاح البوتوجازات ليواكب الصناعة الحديثة، واشار الي عم عواد بالذهاب الي مركز تدريب قريب ليتعلم الصنعة وهو مركز مجاني .. ثم يعمل معه مؤقتا حتي يفتح ورشه لنفسه ..

اجتهد الرجل وذهب ليتعلم .. وبعد مرور اسبوعان .. مر عم عواد علي جاره ليحتسي معه الشاي ويبلغه أنه اتقن الصنعة .. ولكن وجد عنده صديق له فتحرج أن يتكلم، وقال في نفسه سأشرب كوب الشاي واذهب .. ولكن حديث ما أثار فضول الرجل أن يبق ويسمع .. فكانا يتحدثان عن السفر الي السعودية بعقد عمل؛ لأنهم طالبين عمال في جميع التخصصات ..

فبادرهم عم عواد باستعداده للسفر معهم والعمل هناك .. وجري إلي زوجته وطلب منها غوشتين ورثتهم عن المرحومة أمها لتجهيز الأوراق .. وبالفعل تمت الاجراءات، وسافروا الي الأراضي السعودية يبتغوا فضل الله عليهم .. وبين الصلوات والدعوات .. افاض الله علي عم مواد من خيراته وكرمه ..

تزوجت البنات من شباب قاموا بتجهيزات الزواج كلها ولم يطالبوا عم عواد بشئ .. ودخل ابنه الجامعة وقربت سنة تخرجه فيها .. فاكتفي الرجل من السفر والغربة، وعاد ليكون بجانب زوجته يحاول تعويضها عن أيام الشقاء .. ويحاول هو أن يرتاح بعد أن لهث وراء لقمة العيش طوال مشوار حياته .. وينعم بحياته بين احفاده ويدفأ بأسرته الكبيرة ..

واذا به يحتسي الشاي مع زوجته ويتذكر يوم خروجه فجرا من بيته لا يجد قوت يومه، يدعو الله أن يستر ويستر أسرته .. وتقبل الله لدعائه والنعم التي أنعم بها عليه .. وفكر في فتح ورشة كبيرة يضم فيها الصنايعية القدامي التي اندثرت صناعتهم ويتعلموا حرفا جديدة .. فيفتح لهم باب رزق .. ويفيض عليهم من خيرات الله.

بواسطة
منى حسن

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى