أصول الروشنة

لقاء مع …

الكاتب والمترجم والباحث نجيب محفوظ نجيب فرج

أرى أن المرأة تقوم بنفس الدور الذي يقوم به الرجل في كل مجال من هذه المجالات الثقافية، فهي شريك حيوي مؤثر في المشهد الأدبي

 

لعل أول ما يلفت الانتباه تشابه الأسماء، والكاتب والمترجم والباحث الرائع نجيب محفوظ نجيب فرج لا يقل همة ونشاطاً عن الكاتب المصري الكبير نجيب محفوظ.

حصل نجيب محفوظ نجيب على ليسانس الآداب من قسم أثار يونانى ورومانى، جامعة الإسكندرية عام 1997، ثم حصل على  دبلوم الدراسات العليا فى الأرشاد السياحى 2000 وأتبعه بدبلوم الدراسات العليا فى الدراسات القبطية 2015. ومن ناحية أخرى، شارك في عدد من ورش العمل للكتابة والصحافة، كما  شارك فى فيلم تسجيلى إنتاج تليفزيون بلجيكا عام 2006.

ومن اهتمامات نجيب محفوظ نجيب الثقافية، الكتابة والترجمة الأدبية والفكرية، ونشر الفكر التنويري، فخرج عام 2020 إلى النور بمجلة Alcamag الإلكترونية، وهو مؤسسها ورئيس تحريرها. كما صدر له مجموعة كبيرة من الكتب عن دار ببلومانيا للنشر والتوزيع، منها:
الجبان وقصص أخرى (قصص) (ترجمة)
ثلاث صفحات من كتاب صياد و قصص أخرى (قصص) (ترجمة)
البشر والحجر … قصة البشر يحكيها الحجر (مقالات) (إعداد)
حلم الغريب وقصص أخرى (قصص) (تأليف)
وجوه لا تعرف المستحيل (الجزء الأول) (مقالات: سير وأعلام) (إعداد)
هيروديا وقصص أخرى (قصص) (ترجمة)
مذكرات مجنون (رواية) (ترجمة)
رواد الأدب والفلسفة من القرن السابع عشر إلى القرن العشرين (مقالات: سير وأعلام) (إعداد)
وجوه لا تعرف المستحيل (الجزء الثاني) (مقالات: سير وأعلام) (إعداد)

وبجانب هوايتي القراءة والإستماع إلى الموسيقى، بدأ نجيب محفوظ نجيب رحلته مع الكتابة منذ كان تلميذاً في المرحلة الإبتدائية، عندما أمسك بالقلم ليكتب لأول مرة “قصصا بدائية ساذجة”، أبطالها أطفال وحيوانات.

وفي المرحلة الإعدادية والثانوية بدأ في كتابة القصة القصيرة والمقال، وقام بنشر قصص قصيرة ومقالات في أوقات متفرقة في بعض المجلات الورقية، إلى أن كتب ونشر عام 2005 على نطاق ضيق جدا أول مجموعة قصصية له بعنوان: “همسات حب”، اتبعها في عام 2007 بمجموعة قصصية ثانية، نشرت أيضا على نطاق ضيق جدا، وكان عنوانها: “عزف الصمت”.

وفي نفس هذا الوقت شارك نجيب محفوظ نجيب بورشة للصحافة (2005)، مع بداية إنشاء ٲول مركز للتكوين الصحفي في مركز الجيزويت الثقافي بالإسكندرية، و شارك بورشة أخرى للصحافة (2005) وورشة للكتابة (2007) بالمركز الثقافي الفرنسي بالإسكندرية.

تمر السنوات ولا يزال حلم الكتابة بشكل ٲحترافي ومهني حقيقي وجاد يراوده في أوقات مختلفة، حتى جاءت الفرصة عندما ٲلتحق بفريق العمل بالمدونة الثقافية التي أنشأها في صيف عام 2017 السيد تييري بيريه  Mr. Thierry Perret  مدير المعهد الثقافي الفرنسي بالإسكندرية في هذا الوقت، وظل لمدة عامين يدرس ويتعلم من خلال ورش مختلفة للصحافة مع فريق العمل بهذه المدونة الثقافية.

و قرب نهاية عام 2019 م نشر نجيب محفوظ نجيب على الموقع الإلكتروني الخاص بهذه المدونة الثقافية أول مقال له عن الكنيسة المرقسية بالإسكندرية وكاتدرائية سانت كاترين بالإسكندرية. ثم بدأ بعد ذلك مباشرة بكتابة سلسلة مقالات البورتريه عن بعض ملامح و مراحل ومحطات من السير الذاتية الخاصة ببعض الشخصيات الملهمة المبدعة والمؤثرة.

مجلة الجميلات والشرق

وفي صيف عام 2020، فكر نجيب محفوظ نجيب مع صديقه المصور الفوتوغرافي المهندس هاني ساويرس، والذي رافقه في مشوار الكتابة في الصحافة بصوره الفوتوغرافية الخاصة والمميزة، الناطقة والمعبر، في إنشاء مجلة إلكترونية ثقافية، أدبية، فنية. ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مجلة ALCAMAG الثقافية باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية، يكتب فيها الآن كتاب كبار، هم في الواقع قامات فكرية وثقافية وٲدبية وفنية راقية المستوى. “أذكر منهم، بشكل خاص، الأستاذ الدكتور عصام الدين فتوح والدكتورة ليلى أحمد حلمي، اللذان تعلمت ولا زلت ٲتعلم منهما الكثير والكثير، فهما على مستوى إنساني وأدبي وثقافي وعلمي وأكاديمي راقي ونبيل جدا.

مجلة الجميلات والشرق

أما في صيف عام 2021، تعرف نجيب محفوظ نجيب، من خلال وسائل التواصل الإجتماعي، على ثلاثة أدباء من الشباب، كان لهم أثر عميق وكبير، وأمسوا مصدر إلهام له بشكل شخصي.

الأستاذ يوسف نبيل، الكاتب الروائي والمترجم الأدبي، والدكتور إسحاق بندري، الكاتب الروائي والناقد والمترجم الأدبي، والأستاذ مينا عادل جيد، الكاتب الروائي، هم ثلاثة أدباء ٲختاروا الكتابة والنشر، رغم الصعوبات والتحديات التي واجهتهم في بداية الطريق، لكن بالعمل الدؤوب والجاد والإصرار والمثابرة والإخلاص، استطاعوا أن يحققوا أحلامهم ويصنعوا ٲسمائهم ويجدوا لأنفسهم مكانة ومكانا راقيا في المشهد الثقافي والأدبي الحالي.

ٲشكرهم لأنني بفضل الله و بفضلهم تشجعت و بدأت الكتابة و الترجمة الأدبية بشكل أكثر جدية وتشجعت على طرق أبواب النشر الورقي. لم يكن الطريق سهلا مفروشا بالورود ومليئا بالوعود.

وبدأ نجيب محفوظ نجيب التواصل مع عدد كبير من دور النشر – البعض رفض والبعض تجاهل، لكنه لم ييأس ولم يستسلم، بل استمر في التواصل إلى أن هداه الله للأديب والمترجم الٲدبي الدكتور جمال سليمان، مؤسس ومدير عام دار ببلومانيا للنشر والتوزيع، فوجد فيه من يدعم ويشجع ويساند ويناقش بكل هدوء وبفهم وإدراك ووعي. وجاءت نقطة الإنطلاق عندما قبل د. جمال سليمان، بكل جرأة وشجاعة، أن يغامر ويقامر وينشر قصصا قصيرة ومقالات، في وقت سيطرت فيه الرواية على المشهد الأدبي.

ٲشكره لأنني بفضل الله وبفضله، بدأت الكتابة والنشر مع دار ببلومانيا للنشر والتوزيع.

وقد تأثر نجيب محفوظ نجيب بالأعمال الأدبية لرواد الأدب القصصي والروائي والمسرحي التي قرأ أغلبها، من أمثال يوسف إدريس، وتوفيق الحكيم، ويوسف الشاروني، ونجيب محفوظ، والكاتب الفرنسي جي دو مباسان، ولعل انجاذبه لهذا الأخير بشكل خاص ولعالمه الأدبي الساحر – فهو رائد فن القصة القصيرة، في تعبيره الصادق عن البسطاء والمهمشين، هو السبب وراء اختياره للترجمة، بجانب الكتابة، وعاءً ثقافياً لنشر الفكر من خلاله، فيرى أن “الترجمة هي محاولة لنقل روح وفكر وثقافة وحضارة الآخر”، ولذلك فإن مجمل الأعمال التي ترجمها حتى الآن تمثل مشروعاً تثقيفياً يهدف إلى تعريف القارئ العربي والمصري بأبرز الأدباء الفرنسيين من القرن السابع عشر إلى القرن العشرين.

مجلة الجميلات والشرق

ونقدم لقراء وقارءات المجلة فيما يلي بعض الاقتباسات التي رشحها لنا السيد نجيب محفوظ نجيب، وبعضها من تأليفه، وبعضها من الأعمال التي قام بترجمتها.

أحلامهم التي يسعون إلى تحقيقها هي أبسط حقوق الحياة…
فبدون أية فلسفة هم فقط يحلمون بالحياة…
ليس لديهم إمكانيات…
يفتقدون الأمان…
أقسى ما يؤلمهم شعور الحاجة أو العوز…
هم وحدهم يواجهون الزمن دون أن يشعر بهم أحد…

من كتاب “حلم الغريب وقصص ٲخرى”
ملحوظة: “من سنة 1985 وأنا با أحب أحكي حكايتهم.
علشان حكايتي هي حكايتهم … لأني ببساطة واحد منهم.”

مجلة الجميلات والشرق

****

بعد طلاقها، كانت قد تركت هذه الطفلة فى روما، أملًا في أن يكون لديها ٲطفال آخرون من رئيس الربع. لم تكن تتحدث عنها قط.
تساءل لماذا نوبة حنانها هذه.
تم نشر المظلة المصنوعة من القماش وتم بحيوية إحضار وسائد عريضة بالقرب منهم.

خارت قوى هيروديا، وبكت وهى تدير ظهرها، ثم مررت يدها على جفنيها، قالت إنها لم تكن تريد التفكير في الأمر بعد الآن، كانت تجد نفسها سعيدة؛ وذكرت له المحادثات التى كانت بينهما هناك، فى الردهة، واللقاءات فى حمامات البخار، جولاتهم بطول الطريق المقدس، وفي الٲمسيات، في الفيلات الكبيرة، في همسة قطرات من الماء، تحت أقواس الزهور، امام الريف الروماني.
كانت تنظر إليه كما كان فيما مضى وهو يمسح صدره بإيماءات محبوبة.
دفعها بعيدا.
الحب التى كانت تحاول أن تحييه بعيدٌ جدًا، الآن!

وتدفقت كل مآسيه؛ لٲن الحرب تستمر منذ ما يقرب من اثني عشر عامًا. فقد أبرزت معالم شيخوخة رئيس الربع، الذي انحنت أكتافه تحت عباءة قاتمة، ذات ٲطراف أرجوانية؛ اختلط شعره الأبيض مع لحيته والشمس التى كانت تمر عبر الوشاح، تغرق جبينه الحزين بالضوء.
كتاب “هيروديا و قصتان ٲخريان”

مجلة الجميلات والشرق

****

لم أعد أستطيع ٲن ٲرى سيدة دون ٲن ٲفكر فيها. كل الآخرين ينفرون مني، يثيرون اشمئزازي، على الأقل كانوا لا يشبهونها. لا أستطيع أن أضع قبلة على خد دون أن أرى خدها بجانب الخد الذي أقبله، ودون ٲن ٲعاني بشدة من الرغبة التي لم تتحقق و لم تهدأ والتي تعذبني.

من كتاب “الجبان و قصص أخرى”

مجلة الجميلات والشرق

****

وحيث أن نجيب محفوظ نجيب يحاول دائما أن يكتب ويعبر عن أحلام البسطاء والمهمشين، وعن الشخصيات المعاصرة الملهمة والمؤثرة من خلال مراحل ومحطات في حياتهم الشخصية والمهنية، وبعض الصعوبات والتحديات التي واجهتهم، وكيف ٲستطاعوا أن يتخطوها ويتجاوزوها بالصمود والإصرار والمثابرة والإخلاص للحلم الذي يعيشون من أجله ويسعون لتحقيقه، فإنه يتمنى أن يكون كل ما يكتبه إنما تعبير صادق وحقيقي عن أفكار قرائه وأحلامهم.

أما بالنسبة لدور المرأة في العمل الثقافي والفكري، وكذلك في مجال الترجمة، فكان رأي كاتبنا: “أرى أن المرأة تقوم بنفس الدور الذي يقوم به الرجل في كل مجال من هذه المجالات الثقافية، فهي شريك حيوي مؤثر في المشهد الأدبي”. كما أنه يرى أن الأعمال الأدبية ٲو السينمائية التي منحت للمرأة حقها وتقديرها إنما تظل قلة قليلة.

وختاماً، كان سؤالنا عن رأيه في مجلة الجميلات والشرق، فكان رده:

“ٲرى ٲن مجلة الجميلات والشرق مجلة متميزة ومتنوعة، مسئول عن تحريرها ٲستاذتان من أرقى وأنبل أساتذة الأدب الإنجليزي، الدكتورة ليلى حلمي والدكتورة نهاد هليل.”

 

أما كاتبنا، فارتأى أن يختم مقالنا هذا بكلمة شكر وامتنان:

و قبل أن أنتهي من حديثي عن الحكاية

أريد أن أشكر من كانوا و لا يزالوا ٲصلا و سببا في وجودي
و من كانوا و لا زالوا سببا في حبي و شغفي بالقراءة و الكتابة
و من تحملوا و لا زالوا يتحملون من أجلي الكثير و الكثير دون أية شكاية
و من كانوا و لا يزالوا الدعم و السند و المؤازرة و التشجيع في وجه تقلبات الزمن :

أمي الحبيبة و أبي الحبيب.
زوجتي و أبني و أختي و عمتي.

شكرا لوجودكم في حياتي.

بفضل وجودكم لسه قادر أحلم بالحكاية.

أريد أن أشكر أساتذتي الذين تتلمذت و تعلمت منهم الحياة قبل أن أتلقى العلم على أيديهم سواء في المدرسة أو الكلية :

السيدة روزيت جورج و السيدة إيمان كامل و الدكتورة وجدان نور الدين الشريف.

شكرا لوجودكم في حياتي.

بفضل وجودكم لسه قادر أحلم بالحكاية.

أريد ٲيضا أن أشكر أصدقاء و رفاق طريق الحياة الذي كان و لا يزال مليئا بالتحديات و  الصعوبات و الأشواك :

الأستاذة ماري رزق – الأستاذ هاني فكري – الأستاذ هاني عوزة – الدكتور أنطوان إسكندر – المهندس رفعت صبري – الأستاذ جورج سمير – الأستاذ عادل عوض – الأستاذ ميخائيل نصر – الأستاذ باسم سمير – الأستاذ بيشوي مراد – المهندس هاني ساويرس – المهندس شمعي ٲسعد – المهندس ماريو جورج.

الأستاذ عماد صدقي – الدكتور سامح فوزي – الأستاذ ياسر صليب – الأستاذ رفيق وجيه -المهندس أسامة لبيب – المهندس فيكتور وديع – المهندس عصام لبيب.

شكرا لوجودكم في حياتي.

بفضل وجودكم لسه قادر أحلم بالحكاية.

بواسطة
مجلة الجميلات والشرق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى