فضفضي واحكيلناأصول الروشنة

فنجان القهوة

أبغض مذاقها

ولكني أعشق بحر السواد الحالك

لأغوص فيه ولا أطفو علي السطح مجددا.

مظهرها ينعسني وليس مرارة طعمها.

ينام الناس ولا أنام أنا.

قدح وراء قدح

ولا يغالبني سوي النعاس.

يالها من أسطورة كاذبة!

فكم من سهروا الليالي والسبب فنجان من القهوة.

لا أسهر ولا أفيق

بل أنعس وأحلم بمملكة الضياع

لأتيه فيها وحدي.

أتيه وأتيه ولا أعود حتي الصباح.

وعندما أعود أجد فنجان القهوة فارغا.

أنظر فيه لأري تجاعيد وجه عجوز

ذهب عنه النضرة منذ سنوات.

أتأمل التجاعيد وتعاريجها وإنحرافاتها

لأقرأ رسالة ما.

أنا لا أؤمن بالحظ وقراءة الفنجان.

ولكن أحيانا ما نراه يخبرنا بشيء ما

يعجز العقل عن فهمه

ولكن قد تفهمه الأعين والأبصار.

تحيرني التجاعيد وأفكر فيها طوال اليوم.

أهي تجاعيد الزمن أم تجاعيد الخيال المريض؟

أهي تجاعيد الحب الضائع

الذي عفي عليه الزمن

وتواري خلف الماديات والأطماع؟

أهي تجاعيد الطفولة البريئة

التي ذبحت بسكين باردة

على يد القتلة والطغاة؟

أضع الفنجان مكانه ولا أفكر في أمر التجاعيد.

يكفي تجاعيد قلبي الذي شاخ

وعصره الحزن وألمته الجراح والأوجاع.

ياليت القهوة تنعسني

وفي سواد الليل تؤنسني!

بواسطة
مي متولي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى