
هو هارون بن عمران، الشقيق الأكبر للنبي موسى عليهما السلام. كان فرعون قد اعتاد أن يذبح الأطفال الذكور من بني إسرائيل في عام ويتركهم في عام.
ولد هارون في عام عدم الذبح فنجا من بطش فرعون، وولد موسى في عام الذبح، ولكن أوحى الله تعالى إلى أمه فألقت به في اليم وشاهدته إحدى جواري قصر فرعون فالتقطته، وعندما رأته زوجة فرعون اتخذته ولدا، وهكذا نجا موسى أيضا من القتل.
كان هارون يتميز بهدوء الطباع وفصاحة اللسان، ولذلك عندما كلف الله تعالى نبيه موسى بالذهاب إلى فرعون ودعوته لعبادة الله والتوقف عن ادعاء الألوهيه، طلب موسى عليه السلام من الله أن يسمح له باصطحاب هارون معه؛ لأنه أفصح لسانا، وأصبح هارون وزيرا لشقيقه موسى. ويذكر القرآن الكريم ذلك في سورة طه: ﴿إذهب إلى فرعون إنه طغى. قال ربي اشرح لي صدري. ويسر لي أمري. وأحلل عقدة من لساني. يفقهوا قولي. واجعل لي وزيرا من أهلي. هارون أخي. اشد به إزري. وأشركه في أمري. كي نسبحك كثيرا. ونذكرك كثيرا. إنك كنت بنا بصيرا. قال قد أوتيت سؤالك يا موسى﴾ (طه: 24-41).
رفض فرعون دعوة موسى واتهمه بالسحر، وطارده هو ومن أمنوا به، ولكن الله نصر المؤمنين وأغرق فرعون. وعندما أراد موسى الذهاب لتلقي الوحى ترك أخاه هارون ليقوم مقامه ويؤدي رسالته في هداية القوم ودعوتهم لعبادة الله والتمسك بتعاليم الدين.
فوجيء هارون بظهور رجل من بني إسرائيل يدعى السامري، قام بجمع المشغولات الذهبية والمجوهرات من القوم وصنع منها عجلا، وأقنعهم بعبادة ذلك العجل. حاول هارون أن يردهم لطريق الحق، وذكرهم بمصير فرعون، وبنصرة الله لهم، وأنه عز وجل قد منحهم المن والسلوى وآتاهم من فضله، لكنهم أصروا على الضلال. وعندما عاد موسى عليه السلام ذهب إلى السامري وأمر بقذف العجل في الماء أو حرقه، كما توعد السامري بالعقاب في الدنيا والآخرة.
الدروس المستفادة من قصة هارون عليه السلام:
– الإسلام يوصينا بالشورى. ورغم أن موسى عليه السلام كان نبيا وكان ملهما، فقد استعان بشقيقه هارون في توصيل الدعوة إلى فرعون، اعترافا منه بتميزه بفصاحة اللسان وهدوء الطباع.
– الدعوة إلى عبادة الله تعالي تتطلب الجمع بين الرفق والشدة.
– أمر الله نافذ لا محالة، فقد قتل فرعون عددا كبيرا من مواليد بني إسرائيل خشية أن يخرج واحد منهم يقضي على ملكه، ولكن كتب الله عز وجل النجاة لكل من موسى وهارون عليهما السلام.
ولنا في قصص الأنبياء عبرة …