أصول الروشنة

المرأة: كيان واحد وأدوار متعددة

خلقت المرأة من ضلع مجاور للقلب، فهي كتلة من المشاعر والعواطف الجياشة، وهي بطبيعتها تعطي بدون حدود. وهي تمثل الحياة، وهي سر الوجود.

قال عنها جبران خليل جبران: المرأة هي هبة السماء، ونعمة من الله، ورمز الحب والحياة.

وقال عنها نيلسون مانديلا: لا يمكن لأي مجتمع أن يصبح عظيمًا بدون مشاركة المرأة بشكل كامل في جميع مجالات الحياة.

كما قال عنها محمود درويش: المرأة هي الشمس التي تنير دروبنا، وهي القمر الذي يضيء عتمة حياتنا.

تقوم المرأة بعدة أدوار على مدار حياتها، فهي الابنة والأخت والزوجة والأم والجدة، وهي الخالة والعمة، وهي ربة المنزل، وهي المرأة العاملة التي تشارك في تكوين الأسرة، وتساهم في بناء ودعم وتطوير العلاقات الإنسانية والروابط العائلية داخل أسرتها، وتساهم في بناء المجتمع وتنميته وتطويره واستقراره.

ومن أسمى الأدوار التي تقوم بها المرأة هو دور الأم التي تتحمل مشقة الحمل والولادة والرضاعة، ورعاية الصغار بدنيًا ونفسيًا، وتوفير بيئة مستقرة لهم، ودعمهم وإرشادهم علميًا وعمليًا، وتوجيههم دنيويًا ودينيًا وخلقيًا.

وتحرص كل أم على تزويد أولادها بالمهارات الضرورية التي تؤهلهم للنجاح في حاضرهم ومستقبلهم، وتدعم ثقتهم في أنفسهم وقدرتهم على اتخاذ القرارات الصائبة في مشوار حياتهم.

كما تحرص على تنمية قدراتهم العقلية والبدنية والاجتماعية من خلال مشاركتهم في الأنشطة الرياضية والاجتماعية، وممارستهم لهواياتهم المفضلة.

والمرأة هي الزوجة التي تساند شريك حياتها ورفيق مشوارها، وتوفر له الحياة المستقرة التي تساعده على النجاح في عمله، وهي ربة المنزل التي تدير شئون بيتها، وتدبر نفقاتها، وتحدد ما هو ضروري وما هو ثانوي من أجل توفير متطلبات بيتها وأفراد أسرتها في حدود الإمكانيات المتاحة.

والمرأة العاملة تشارك في توفير الدعم المادي وتوفير مستوى معيشي أفضل لأفراد أسرتها.

وللمرأة دور فعال نحو كل من مجتمعها الصغير والمجتمع الكبير، فهي مسئولة عن تحقيق الترابط والتعايش والتقارب بين أسرتها وبين الأهل والجيران والأصدقاء، وبث روح المودة والتكافل والتعاون والتراحم.

أما عن دورها نحو مجتمعها الكبير فهي تغرس في صغارها منذ نعومة أظافرهم قيم هامة، مثل حب الوطن والانتماء إليه، والمحافظة على المرافق العامة، وعدم إهدار الموارد، والمشاركة في الأعمال الخيرية والأنشطة التطوعية.

كما تحرص على التزامهم بالأخلاق الحميدة والسلوكيات الراقية، مثل احترام الكبير، والتواضع، والصدق، وتقبل الآخر، والمحافظة على الهوية، وغيرها من السمات التي تساعدهم على التصدي لكل ما هو غريب عن مجتمعاتنا وتقاليدنا الأصيلة، مما يسهم في صلابة كل من الفرد والمجتمع على حد سواء.

وربة المنزل أيضًا يمكنها المشاركة في بناء مجتمعها سواء من خلال تربيتها الصالحة لأولادها كأفراد لهم دور في بناء وطنهم، أو من خلال ممارستها لبعض المشروعات الصغيرة من المنزل، وبالتالي تتمكن من توفير حياة أفضل لأسرتها، وأيضًا تشارك في زيادة الإنتاج والتنمية لبلدها.

وكما قال شاعر النيل، حافظ إبراهيم:

الأم مدرسةٌ إذا أعددتها

                     أعددت شعبًا طيب الأعراق

 

فلننهض بالمرأة والأم، لننهض بمجتمعاتنا نحو مستقبل أفضل!

بواسطة
صفية حمودة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى