بركة البيت

مشكلات كبار السن وكيفية التعامل معها

لا شك أن كل أسرة تواجه مشكلات كبار السن، وخاصة الوالدان في كبرهما، منها المشكلات الصحية والنفسية والاجتماعية والعاطفية، والتي تنجم عن العديد من العوامل، وتؤدي إلى الكثير من المضاعفات والتحديات، والتي قد يسهل تفادي الكثير منها من خلال زيادة الوعي بالمشكلة، ومعالجتها بالحنكة والحكمة.

وقد أثبتت الدراسات أن تحقيق الدعم الصحي والنفسي والاجتماعي والعاطفي للوالدين في كبرهما، يساعد بدرجة كبيرة على مقاومة الأمراض الصحية والنفسية، ويدعم قدرتهما على التعايش بحماس أكبر، والشعور بقيمتهما في الحياة، ويدفعهما للإقبال على ممارسة أنشطة وهوايات جديدة، والإبداع في مجالات غير مسبوقة لهما، لم تتح لهما الفرصة أثناء مشوار حياتهما المكدس بالأعباء والمسئوليات أن يمارسانها، ويستمتعا بها من قبل.

وفي السطور التالية، نستعرض بعض المشكلات التي يتعرض لها الآباء والأمهات في كبرهما، ودور الأبناء في الوقاية منها أو التعامل الأمثل معها في حالة حدوثها.

 

مشكلات كبار السن من الوالدين

من المشكلات النفسية التي تصيب كبار السن الاكتئاب، العصبية الشديدة، وسرعة الغضب، والزهايمر، والخرف، والأرق، والقلق، والذهان.

ومن المشكلات الصحية، أمراض القلب والأوعية الدموية، والأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، وأمراض العظام والعضلات مثل التهاب المفاصل، وخشونة الركبتين، وهشاشة العظام، والكسور وعدم الاتزان أثناء المشي.

وأمراض الجهاز العصبي مثل الشلل الرعاش، وأمراض الجهاز الهضمي مثل عسر الهضم والقولون والإمساك أو الإسهال والجفاف. فضلا عن مشاكل الإبصار مثل ضعف الرؤية أو جفاف العين أو الجلوكوما، وأمراض الجهاز التنفسي، والفم والأسنان، والكلى، وغيرها وغيرها …

وهناك بعض المشكلات الاجتماعية التي يعاني منها الكبار مثل الميل إلى العزلة والتقوقع، والبعد عن الاختلاط، والشعور بالاغتراب نحو المفاهيم الجديدة التي تطرأ على المجتمعات.

 

كيفية التعامل مع مشكلات كبار السن

هنا يأتي دور الأبناء والأحفاد لمحاولة الوقاية من تلك المشكلات أو التعامل الإيجابي معها في حالة حدوثها من خلال اتباع النصائح الإرشادات التالية:

توفير غذاء صحي متوازن يحتوي على العناصر الغذائية المختلفة، مما يقلل من احتمالات الإصابة بالأمراض.

الحرص على عمل فحوص طبية دورية من تحاليل وأشعة وغيرها؛ للاطمئنان على صحة الوالدين، وسرعة اكتشاف أي أعراض مرضية، وبالتالي سرعة التعامل معها قبل أن تتفاقم.

التأكد من حصول كبار السن على قسط كاف من النوم، لا يقل عن ٨ ساعات يوميا، وذلك من خلال تنظيم مواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ، وعدم التعامل مع الشاشات الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل، والنوم في غرفة هادئة ومظلمة، وعدم تأخير وجبة العشاء، وعدم تناول الشاي أو القهوة في وقت متأخر قبل النوم.

في حالة وجود صعوبة في الحركة، ينبغي توفير وسائل مساعدة للمشي، لتجنب حدوث أي سقوط أو كسور.

تشجيع الوالدين على ممارسة هوايات منشطة للدماغ والذاكرة، مثل الشطرنج أو حل الكلمات المتقاطعة؛ لتجنب حالات النسيان والإصابة بالزهايمر، ولتحسين القدرات العقلية بصفة عامة.

التأكد من عدم قيام كبار السن بالتدخين؛ لتجنب حدوث أمراض بالجهاز التنفسي.

ضرورة ممارسة نشاط رياضي خفيف، مثل المشي نصف ساعة يومياً؛ من أجل الحفاظ على مرونة العضلات، وتحسن قياسات ضغط الدم والكوليسترول.

الحرص على قضاء كبار السن أوقات مبهجة على الشاطئ أو في الحدائق والمتنزهات، أو تناول وجبة طعام في أحد المطاعم، أو حتى مجرد اصطحابهم في السيارة، والتنزه معهم في أماكن هادئة ومريحة، مما يساعدهم على الشعور بالهدوء النفسي، والتخلص من الضغوط، والطاقة السلبية.

تشجيعهم على تعلم لغة جديدة أو حرفة يدوية، أو حضور ندوات أو محاضرات علمية أو دينية أو ثقافية، مما يكسر حاجز الرتابة والروتين، والملل في حياتهم.

تشجيعهم على المشاركة في المناسبات العائلية والزيارات والرحلات، مما يجدد نشاطهم، ويقلل من شعورهم بالوحدة والقلق.

رفع الروح المعنوية لديهم من خلال طلب النصيحة منهم، والاستفادة من خبراتهم، مما يولد لديهم الشعور بالثقة في النفس وحب الحياة.

وينبغي المبادرة بتقديم العون اللازم في حالة إصابتهم بأي عارض صحي، عن طريق سرعة اصطحابهم للطبيب، وتوفير كافة الفحوص اللازمة لهم، والتأكد من تناول الأدوية في مواعيدها وبالجرعة المناسبة.

 

ولنتذكر …

يقول شيخ جليل، ناصحاً الأبناء تجاه والديهم: سيرحلون يوما ما بأمر الله، فتقربوا إليهم قبل أن تفقدوهم، وإن كانوا قد رحلوا فترحموا عليهم، وادعوا لهم …

بواسطة
صفية حمودة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى