كنوز تراثية

المولد النبوي الشريف 2024

محمد أشرف الأعراب والعجم   

محمد خير من يمشى على قدم

محمد باسط المعروف قاطبة

محمد صاحب الإحسان والكرم

 

المولد النبوي الشريف

قبل 14 قرنا من الزمان كانت مكة على موعد مع حدث عظيم له تأثير كبير في حياة كل البشر، ففي الثاني عشر من ربيع الأول في عام الفيل، كان الكون كله يترقب مولد النور محمد ﷺ، والذي سيظل نوره يشرق على الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

فقد كان مولده حداً فاصلا بين الظلمات والنور، والضلال والهداية.

ونحن نحتفل بذكرى صاحب الرسالة، تتحرك القلوب شوقا إليه، وتشرق النفوس بسيرته العطرة فنجد فيها رصيداً لا ينتهي من المواقف والأحداث، علينا أن نتأملها جيدا، ونجعل منها زادا نقتدي به. فبدعوته تحولت قبائل لا تعرف إلا الرعي والتجارة الى أمة صانعة لحضارة أضاءت الدنيا بعدلها وعلمها.

ونبدأ بالليلة المباركة التي وضعت فيها السيدة آمنة بنت وهب وليدها محمد ﷺ .. وضعت نوراً أضاء الكون .. جاء يتيم الأب، وبعد ست سنوات تلحق به أمه ليصبح يتيم الأب والأم، ويواجه الدنيا وحيدا.

وليس هذا من قبيل المصادفة، بل أرادت حكمة الله أن يتولاه ربه، فلا يظن أحد أن دعوته جاءت بتعليم من أبيه وجده. فعاش عيشة البسطاء.

وتأتى مرحلة الشباب، ليكون قدوة ونبراسا لكل شبابنا، فإن الله قادر على منحه المال دون عمل أو مشقة، ولكن أراد الله تعالى أن يجعل الرسول الكريم يكدح ويتعب في الحياه؛ ليعلمنا أن خير مال الإنسان ما اكتسبه من العمل.

ونبحر في سيرة الحبيب، ونقف أمام القدوة الحسنة، فقد كان مثالا للصدق وحسن الخلق والعبادة والرحمة بالخلق والمخلوقات جميعا، رجالا ونساء، صغارا وكبارا، أغنياء وفقراء، أحرارا وعبيداً، جمادا وحيوانا ونباتا ..

فقد كان محمد ﷺ خير الناس لأهله وعشيرته، يعاملهم بقلب رقيق ونفس رحيمة. كان محبا لأبنائه وأحفاده وأهل بيته. ويتجلى هذا الحب دائما، فعندما تدخل عليه السيدة فاطمة، يقوم من مجلسه ويمسك بيدها ويقبلها. وكان يسعد برؤية أحفاده الحسن والحسين ويحتصنهما ويقبلهما. ويساعد أهل بيته ويستمع لمشورتهم ويتحمل غيرتهم.

وهنا درس عظيم يقدمه الرسول الكريم لكل الآباء والأزواج في كيفية التعامل مع الأبناء واحتوائهم، وأيضاً الرفق والرحمة بالزوجات. فقد بلغ الحبيب ﷺ قمة الأخلاق وأسمى الآداب، وخاصة مع زعماء الكفر، حيث قال لهم يوم فتح مكة، وهو المنتصر، “اذهبوا فأنتم الطلقاء”، وهو مثال واحد لاحترامه للعهود والمواثيق والاتفاقيات مع المشركين واليهود.

ومن رحمته وسمو أخلاقه، أن أمر المسلمين ألا يقتلوا طفلا ولا شيخا ولا امرأة، ولا يقتلعوا شجرة ولا يحرقوا بيتا.

ذكرى المولد النبوي الشريف

وتأتى ذكرى مولد الرسول في فترة نحن فيها في أمسّ الحاجة إلى إعادة قراءة سيرته ﷺ قراءة متمعنة، قراءة تساعدنا على الفهم الصحيح لتعاليم ديننا الحنيف. وهو دور لابد أن تقوم به كل المؤسسات بداية من الأزهر الشريف مروراً بوزارت الثقافة والتربية والتعليم والشباب والرياضة، وصولا إلى الإعلام.

وتلعب الأسرة الدور الأهم في غرس القيم السامية المتمثلة في سيرة رسولنا الكريم، ففي سيرته من الثقافة والمعرفة السديدة ما يضئ لنا وللأجيال القادمة الطريق.

أقول للجميع

علموا أولادكم أن ديننا دين الحب والسلام

علموا أولادكم أن ديننا دين الرحمة والتسامح والعفو

علموا أولادكم أن ليس في ديننا من يقتل الضعفاء

ليس في ديننا من يرهب الضعفاء

ليس في ديننا من يهدد الاستقرار

ليس في ديننا من يتعدى على المساجد والكنائس

ليس في ديننا من يغتال المصلين الذين يبتغون فضلا من الله ورضوانا

ليس في ديننا من يكفّر البشر

علموا أولادكم الرحمة

فما أحوجنا إليها اليوم، بعد ما قست القلوب وتشتت الأفكار واختلطت المفاهيم، وبعدت الرؤية عن جوهر الدين.

سيدي يا رسول الله، سلام عليك يوم مولدك

فقد كان نورا أضاء الحياة

صلاة وسلاما عليك

يا حبيبي يا رسول الله

بواسطة
إيمان السعيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى