العلاقات الأسرية

مفهوم الزواج

الزواج هو تكوين حياة مع شخص مناسب للإنتقال لمرحلة أخرى وبناء أسرة سليمة وسعيدة – وحطو خط تحت كلمة سليمة وسعيدة.

 الشاب من دول بيتقدم للزواج، إما أنه رأى العروسة وأعجبته (شكلا طبعا!)؛ لأنه لا يعرفها بعد، أو شخص رشحها له، فذهب لمقابلتها وتحدث معها، وقال تمام موافق، أو تكون إختيار أحد من الأقارب – المهم يتجوز وخلاص.

 ثم يبدأ الكلام في الاتفاق، وأهل العروسة يشترطوا مهر ماعرفش كام وشبكة بقد كده، ده غير الجهاز والقايمة، وربما تحدث مشاكل بين العائلتين، يتخطاها الأهل أحيانا، أو تنهي موضوع الزواج تماما في أحيان أخرى.

وإذا تم كل شئ على خير، نصل للزفاف والزواج بعد أن يوقع العريس على قائمة المنقولات، وبعدها العروسة للعريس، والجرى للمتاعيس! جت منين الجملة دى؟ ماعرفش صراحة إحنا حافظينها كده.

وبعد أسبوع من الزواج تقريبا، أو بعد شهر العسل، تبدأ الناس تسأل: هو مفيش حاجة جاية في السكة؟ هو لسه محصلش؟ فين الخبر الحلو؟ بشرونا بقى! وكأن الهدف الوحيد من الزواج هو الإنجاب! فعلا الزواج هو وسيلة إستمرار البشرية، لكن لايجب أبدا أن يكون هدف فى الحياة، فالهدف يفترض أن يكون تكوين أسرة مع شريك للحياة.

الزواج في الأساس مودة ورحمة، وعندما خلق الله حواء لآدم، خلقها لأنه كان يشعر بالوحدة فى الجنة، أى أنها ونس. أما موضوع الأطفال فجاء عندما نزلا للأرض لنمو البشرية. إذاً، لماذا هذه اللهفة على الإنجاب من أول شهر وكأنها مسابقة؟

ونجد أن نسبة الطلاق أصبحت عالية جداً؛ لأن البنت والولد يتزوجان بسرعة، دون أن يتعرفا جيدا على بعضهما البعض، وبدون تفكير إذا كانا سيكملان حياتهما معا أم لا يفكران فى إنجاب أطفال. ماذا سيحدث إذا انتظر الزوجان لمدة سنة دون أطفال، حتى يطمأنا بأن العشرة بينهما ستدوم، ويتعرف كل منهما على طباع الآخر، ويصلا إلى تفاهم بينهما فى نظام الحياة؟

الزواج ليس مسابقة  للإنجاب، والدنيا مش هاتطير! لكن هانعمل إيه هي المراحل اللى المجتمع  إخترعها كده وبالترتيب؟ الولد يتخرج، يسافر برة، أول إجازة تيجى العروسة، تانى إجازة يتجوز، ونستنى الولد بقى…

والبنت من أولى كلية – ده لو كملت تعليمها – نبدأ نخليها تحضر كل الأفراح والليالى الملاح وهى على سنجة عشرة، علشان العريس، وهوب تتخطب وتتجوز، ولازم نبدأ نفكر في الحمل من ليلة الدخلة.

ماذا يشغل تفكيرهم عند الزواج؟ الشقة كام حجرة؟ من مسئول عن شراء حجرة النوم والسفرة والصالون؟ العروسة ماذا ستشترى؟ هيا نختار القاعة.. أى فرقة ستحيى الفرح؟؟ إلى آخر هذه الأمور التى أسميها شكليات فارغة.

لحظة واحدة!!

يوجد أشياء أهم بكثير لا يفكر فيها أحد. هل يصلح الشاب والفتاة للزواج؟ هل هما مستعدين لتحمل المسؤولية؟ هل سيتحملان تربية طفل؟ 

والكثير من الأسئلة التى يجب أن نسألها ونجد عليها إجابة؛ لأن كثير من الشباب الذين يتزوجون غير مؤهلين لتربية طفل، وعندما يولد طفل لهم يكون حقل تجارب، كل منهم يجرب ما تربى عليه – سواء كان صواب أم خطأ.

السرعة في الزواج والسرعة في إنجاب الأطفال ينتج عنه مشاكل كثيرة جداً، وفى حالة الطلاق نجد ضحايا. فالزوج اللى صرف على الزواج مصاريف كتير وبدأ يكون أسرة، يجد كل هذا إنهار فجأة.

والبنت التى تركت بيت أهلها، وفرحت بنفسها، وحلمت تكون ربة بيت وأم وعاشت مع رجل غريب وأنجبت منه، ثم طلقها، تعود لبيت أهلها مكسورة وهى تحمل طفلاً أو أكثر تتحمل مسؤوليته،

هذا بالإضافة للمشاكل اللى تظهر بين الاثنين، والعند الذى يدخل بينهما، وإنها ممكن تحرمه من رؤية إبنه او بنته، وهو يعند ويقول مش هاصرف عليهم، وغيره من المشاكل التي لا تنتهى. ده غير إن الطفل يصبح عقبة أمام الأم في إنها تبدأ حياة جديدة.

 لذلك يجب التروى  في الزواج! الجواز مش مسابقة – البنت تتجوز قبل بنت خالتها وعمتها، فلانة إتخطبت يبقى أنا لازم اتخطب، دى حياة ولازم نعيشها صح!

يعنى ننتظر الشخص المناسب، وندرس شخصيته، ونسأل عليه كويس! نبدأ من الأساس!

الجواز مش قايمة وجهاز وفرح وزفة! لأ، الجواز حياة جديدة بينتج عنها مخلوقات محتاجة للرعاية والتربية، وكل راجل هايتحاسب على الذرية دى هو وزوجته.

بواسطة
نجوى نصير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى