
النبي شعيب هو شعيب بن ميكائيل من ذرية إبراهيم عليهما السلام، وهو أحد الأنبياء الأربعه العرب “هود” و”صالح” و”شعيب” و”محمد” عليهم السلام.
اتصف بقوة البلاغة وفصاحة اللسان والحكمة، وأطلق عليه لقب “خطيب الأنبياء”. نشأ النبي شعيب في قرية مدين في أطراف الشام، على مقربة من خليج العقبة، حيث المناخ المعتدل والأرض الخصبة والموقع المتميز، الذي تمر عبره أهم القوافل التجارية، سواء بين الشام واليمن، أو بين مصر والعراق. أتاحت تلك المميزات لأهل مدين فرصا عديدة للعمل بمجالات الزراعة والتجارة، وتوسعت أرزاقهم وكثرت أموالهم، ورغم ذلك لم يقنعوا بما حباهم به الله من النعم، ولم يعبدوه، بل عبدوا الأيكة، وهي الشجرة الكبيرة ملتفة الأغصان. كما مارسوا أساليب الغش في البيع والشراء. و كان منهم قطاع الطرق الذين يهاجمون القوافل المارة بهم.
دعاهم شعيب عليه السلام لعبادة الله الواحد، ونهاهم عن الشرك وعن الغش في الميزان وقطع الطريق، لكنهم لم يستجيبوا له، بل وسخروا منه. ذكرهم شعيب بالنعم الكثيرة التي منحها الله تعالى لهم من مال وبنين، فلم يقتنعوا، ثم بدأ يحذرهم من مصير الأقوام الضالة التي سبقتهم، مثل قوم نوح وهود وصالح ولوط، لكن دون جدوى.
بشرهم بقبول الله توبتهم، ومغفرته الواسعة إن هم آمنوا واتقوا، فلم يؤمن منهم سوى عدد قليل. ثم تمادوا في ضلالهم و قرروا طرد شعيب وأتباعه من القرية. هنا يئس شعيب منهم ودعا الله ﴿ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين﴾.
وحان وقت العقاب، فأرسل الله عليهم حرا شديدا، وسارعوا يحتمون بجدران منازلهم، فكانت أكثر حرارة. اضطروا للفرار في الصحراء، وفرحوا عندما شاهدوا سحابة كبيرة وتجمعوا أسفلها، ولكن سرعان ما انفجرت السماء بالبرق والرعد فوقهم، وزلزلت الأرض تحت أقدامهم وهلكوا جميعا. و يلخص لنا القرآن الكريم قصة شعيب في كلمات قليلة في الآيتين 36 و37 من سورة العنكبوت ﴿وإلى مدينة أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين. فكذبوه فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين﴾.
ونجا شعيب عليه السلام وقومه الذين أمنوا به، وعاش ينشر دعوة الحق إلى أن توفاه الله تعالى.
الدروس المستفادة من قصة النبي شعيب عليه السلام:
– خداع الآخرين والتحايل عليهم لا يعد وسيلة مشروعة للكسب، بل هو من كبائر الذنوب التي يعاقب عليها الله عز وجل.
– الجزاء من جنس العمل، فالعمل الصالح والإيمان والتقوى هو الطريق للفلاح في الدنيا والآخرة، بينما يؤدي الشرك بالله واتباع طريق الباطل وظلم العباد إلى العقاب الشديد في الدنيا والآخرة. وكما تعددت أخطاء وخطايا قوم شعيب، جاءهم العقاب العادل والحاسم من فوقهم ومن تحت أقدامهم.
ولنا في قصص الانبياء عبرة …