العلاقات الأسريةالأسرة والطفل

المرأة والمجتمعات الأمومية

مجتمعات تسيطر عليها النساء

المرأة والمجتمعات الأمومية

تعاني المرأة في بلدان كثيرة من انتهاك أبسط حقوقها، وتظل تطالب وتصارع لنيل أكبر مكسب لها في الحفاظ علي حقوقها، وعلى النقيض نجد مجتمعات أمومية، حيث الكلمة الأولي والأخيرة فيها للمرأة، وتصبح المرأة فيها الحاكمة المتحكمة.

نرصد لكم  ثمانية مجتمعات، معظمها عبارة عن قبائل، للنساء فيها قوة وحقوق متوارثة عبر الأجيال.

من هذه المجتمعات الأمومية:

قبائل الكالاش في باكستان

يقع نصف دولة باكستان تحت حكم طالبان، ومن المعروف أن هذا الحكم معادي للنساء،

ولكن هذا الأمر لا ينطبق علي إحدى قبائل الكالاش، وتحديداً في وادي شيترال، بالقرب من الحدود الأفغانية، يشاع أن أفراد تلك القبائل أحفاد الغزاة التابعين لجيوش الإسكندر الأكبر عندما قام بحملته لغزو أفغانستان.

يعيش في تلك المنطقة 3000 شخص، حياة أشبه بالمدينة الفاضلة منذ آلاف السنوات، حيث تتمركز الثقافة هناك حول النساء وحدهن، والمجتمع لا يشوبه أي جرائم أو منازعات.

ليس ذلك فقط، بل يحق للنساء اختيار شريك حياتهن، ولهن الحق في التخلص من رجالهن إذا لم يحققوا لهن السعادة التي يتمنونها.

 

ميغاليا في الهند

في حضارة الهندوس الهندية كانت النساء يناضلن كثيراً من أجل الحصول على أبسط حقوقهن، وغالباً ما يكن تحت التهديد طوال الوقت، ولكن في ظل حضارة ميغاليا الهندية نرى العكس من ذلك، فيحق للنساء هناك الحصول على كل الميراث، وأن يدعى الأبناء بأسمائهن، ويعيش المجتمع في كنف قوتها وسيطرتها وحدها، وعلى النقيض من أي مكان آخر على الأرض، تجد الرجال هناك يناضلون من أجل الحصول على حقوقهم بالتساوي مع النساء.

 

عشائر الموسو في الصين

غالباً ما نرى سيطرة الرجال على المجتمع الصيني حيث يتبع نظام شيوعي صارم، والذي غالباً ما يضل الرجال على النساء، ولكن ليست الصين كلها تحمل تلك العقلية، فهناك عشائر حضارة الموسو التي تعيش في إقليمي يونان وسيشوان بالصين، بالقرب من الحدود مع إقليم التيبت، حيث يدور المجتمع حول تمكين المرأة والتي تحمل السيطرة كلها وحدها، بينما لا يوجد أي فكر قائم على الزواج بين الرجال والنساء، وإذا حدث أن وجدت علاقة بين النساء وأي من الرجال، تتولى أسرة الأم مهمة تربية الأبناء.

 

مينانغكاباو في إندونيسيا

يعيش في إندونيسيا الكثير من المسلمين والذين يتبع أغلبهم مذاهب متشددة، ولكن يستثنى من ذلك شعوب المينانغكاباو الإندونيسية، والتي عندما يتم فيها الصبيان سن العاشرة يرسل ليعيش في مدرسة دينية، وعندما يصلوا لسن البلوغ، فإنهم يرسلوا لخارج المنطقة لاستكشاف العالم وجني الثروات والأموال قبل أن يعودوا مرة أخرى ليكملوا بقية حياتهم في بلدتهم. ونتيجة لانتقال أغلب الرجال خارج المدينة لجني الأموال يسود المنطقة النساء وحدهن واللاتي يشغلن مناصب مختلفة لرعاية الاقتصاد والمنازل، والمجتمع بأكمله يكون تحت رعاية المرأة وحدها.

 

تعدد الأزواج في منطقة الهيمالايا

ينتشر تعدد الأزواج في منطقة الهيمالايا والتي تقع شمالي الهند ونيبال وبهوتان والصين، حيث تعيش عشائر تنتمي لبعض الحضارات القديمة، والتي قد تحاول أن تنتزع من النساء حقوقهن المكتسبة هناك، إذا ما رأوا أن ذلك سيتسبب في زيادة قوة النساء وسيطرتهن، ولكن لا يزال يعيش هناك بعض العشائر التي تتمتع فيها النساء بحقوق تسمح لها بالزواج من أكثر من رجل.

 

قبائل الإيروكواس

ظلت رابطة الإيروكواس الأميركية المصدر الإلهامي الأول للثورة في وجه الطغيان البريطاني والإطاحة بالطغاة وتكوين الدستور الأميركي، ومن بين ما لم يتحدث عنه الكثيرون: دور المرأة في حضارة الإيروكواس، حيث كانت القوة للنساء، وتؤول إليها الثروات حيث يرثنها عن الأمهات وجداتهن، وبعد الزواج ينتقل الرجل ليعيش مع زوجته بين أفراد أسرتها، وإذا لم ينجح الزواج قد يتعرض الرجل للطرد خارج المنزل، في الوقت الذي كانت قبائل الإيروكواس يتزعمها الرجال، فكان من الممكن أن يطاح به في أي وقت ويستبدل برابط من النساء الحكيمات المتقدمات في السن، ولا تزال الرابطة تعيش حتى يومنا هذا في الحدود الشرقية بين كندا وأميركا.

 

قبائل الأكن ودول غرب أفريقيا

يضم الغرب الأفريقي أكبر عدد من المجتمعات في العالم، ويعتقد أن الكثير منها الأسوأ في معاملة النساء، ولكن هناك شعوب الأكن والتي تسودها ممارسات تمنح السلطة وحدها للنساء وتكون القوة في يد المرأة فقط، ويسمى الأبناء بأسماء المرأة وليس الرجل.

 

سورن فيرجينز في ألبانيا

قبل انتشار الشيوعية في ألبانيا، كانت تسود حضارة الشوفينية المتعصبة هناك بمجموعة من القوانين التي تنتمي للعصور الوسطى تعرف باسم “كانون”، والتي كانت تمنع النساء من حقوقهن وللرجال أن يفعلوا بهن ما يشاءوا؛ لأنهم خلقوا لتحمل أي فعل بدر منهم. ولكن مع مرور الوقت، ظهر معتقد متعصب منح الحق للنساء في الثار من الرجال، أبناء الذين استغلوا النساء في الماضي، حيث كان دم الرجال مباحاً في أي وقت وبأي أسرة، ولكي تحافظ النساء على استمرار الأسر بعد مقتل الرجال، تقوم بعض النساء باحتلال مكانته وممارسة جميع المهام التي كان يقوم بها الرجل، بل وتعامل على أنها رجل وتتمتع بالحقوق نفسها التي تخص الرجال وحدهم، وترتدي مثل الرجال وتتحرك مثلهم وتعد بمثابة الوصي القانوني للأسرة.

بواسطة
سمر سالم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى