المرأة والصحة الجسدية

المرأة وصورة الجسد

المرأة وصورة الجسد 

إن صورة الجسد هي كيفية تصورك لجسد وتفكرك فيه وشعورك تجاهه، وقد يتضمن هذا حجم الجسد أو هيئته أو وزنه، أو أجزاء متفرقة منه. وقد لا ترتبط صورة الجسد لديك بشكل مباشر مع مظهرك الفعلي، فعلى سبيل المثال، قد يعتقد شخص ما أو يشعر أن حجم جسده أكبر أو أصغر كثيراً عن حجمه الفعلي.

وتؤثر مشاكل صورة الجسد على الناس من كافة الأعمار ومن الجنسين وعبر الثقافات المختلفة، وقد أوضحت الأبحاث الحديثة أن حوالي 80% من النساء الأستراليات غير راضيات عن أجسادهن بدرجة ما. كما أن صورة الجسد السلبية قد ينجم عنها سلوكيات تغذية خاطئة أو اضطرابات غذائية.

صورة الجسد والسلوكيات الصحية

إن صورة الجسد السلبية تزيد من مخاطر الانغماس في سلوكيات حياتية غير صحية، مثل الريجيم أو فرض القيود على الطعام، والافراط في ممارسة الرياضة، وغيرها من أشكال الاضطرابات الغذائية وسلوكيات ضبط الوزن.

ويعد اجراء الحمية الغذائية أو الريجيم من عوامل المخاطر القوية التي قد تؤدي إلى ظهور الاضطرابات الغذائية، فقد بينت الدراسات أن الريجيم “المعتدل” يعمل على زيادة مخاطر الاصابة بالاضطرابات الغذائية لدى المراهقات. وعلى الرغم من أن المجتمع قد اعتاد الحميات الغذائية، إلا أنها قد تؤدي إلى تعقيدات خطيرة في الصحة البدنية، كما أن الغالبية من الأشخاص ممن يفقدون الوزن باتباع حمية ما، سرعان ما يستعيدون ما فقدوه من وزن. فاتباع حمية غذائية ليس بالأمر المستدام، وبدلاً من ذلك، ينصح الاعتماد على تناول تنوع واسع من الأطعمة للتغذية والاستمتاع بها، مع محاولة المرونة في الطعام.

قد تؤثر صورة الجسد أيضاً على علاقة المرأة بالنشاط البدني، فالشعور بالخجل أو الوعي الذاتي أو عدم الارتياح تجاه مظهر الجسد أو حجمه أو هيئته قد يؤدي بالنساء إلى تفادي النشاط البدني، وقد يرجع ذلك إلى شعروهم بأن النشاط الحركي أو ممارسة أنشطة رياضية قد يلفت النظر إلى أجسادهن. ومن ناحية أخرى، فقد تفرط المرأة في ممارسة الرياضة أو تنغمس في فرط في النشاط البدني بهدف فقدان الوزن أو تغيير هيئة الجسد. أما العلاقة الصحية مع النشاط البدني، فالمقصود بها ممارسة النشاط البدني المنتظم الذي يركز على الحفاظ على اللياقة البدنية أو تحسينها، كما أنه يعد نشاط مرح وممتع. فنحاول التركيز على فوائد النشاط البدني من أجل الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية، وليس لغرض ضبط الوزن أو تغيير حجم الجسد أو هيئته.

من عوامل صورة الجسد السلبية

من العوامل التي تسهم في صورة الجسد السلبية ما يلي:

  • التعرض للمضايقات حول المظهر في مرحلة الطفولة
  • الترعرع في منزل يركز بشكل كبير على المظهر وخاصة ما يمثل حجم الجسد أو هيئته المثالية
  • وجود الوالدين أو أفراد آخرين من أفراد الأسرة ممن يعانون من عدم الرضاء عن أجسادهم ويحرصون على اتباع الحمية الغذائية أو سلوكيات ضبط الوزن
  • ميل ثقافي إلى الحكم على الآخرين من خلال مظهرهم
  • ضغط الأقران بين المراهقات والنساء نحو النحافة واتباع الحمية الغذائية وممارسة الرياضة ومقارنة أنفسهم مع الآخرين.
  • الإعلام وصور الإعلانات التي تعزز مثل بعينها للمظهر
  • توجه الإعلام النسائي نحو الترويج لبدع من الحميات الغذائية وبرامج فقدان الوزن
  • حملات الصحة العامة التي – بحسن نية – تحث الناس على فقدان الوزن

تحسين صورة الجسد

تحسين صورة الجسد

إن صورة الجسد تتطور عبر سنوات العمر، لذا فإن العمل على تغيير صورة الجسد السلبية قد يتطلب بذل الوقت والمجهود. ومن المقترحات التي قد تساعد في تحسين صورة الجسد ما يلي:

  • تأملي خبراتك وتجاربك وحاولي استكشاف تطور صورة الجسد لديك عبر سنوات عمرك.
  • عبري عن مشاعرك وخبراتك مع نساء أخريات لديهن ذات الاهتمامات.
  • عاهدي نفسك أن تتعاملي مع جسدك باحترام، وهذا يتضمن منحه ما يحتاجه من طعام وراحة.
  • تجنبي الحديث السلبي عن الجسد – سواء كان جسدك أو جسد الآخرين، وبدلاً من ذلك ركزي على ما تقدرينه في جسدك – أي قدرات جسدك بدلاً من شكله أو مظهره.
  • احتفي بتلك الخصائص والمهارات التي تتمتعين بها بدلاً من التركيز على الخصائص التي ترتبط بالمظاهر
  • ابتعدي قليلأً عن مجلات المرأة والإعلام (بما في ذلك السوشال ميديا)، واحرصي على فلترة ما يصلك من السوشال ميديا حتى تتمكني من تفادي التفاعل مع الرسائل تركز على المظهر.
  • حاولي ممارسة شكل من أشكال النشاط البدني بغرض المرح والتسلية البحتة، وليس كسبيل لفقدان الوزن.
  • توقفي عن استخدام الميزان ورصد وزنك.
  • غيري من أهدافك الغذائية وأهداف النشاط البدني، فبدلاً من أن يكون الهدف فقدان الوزن، ليكن تحسين الصحة.
  • ثقفي نفسك بالقراءة عن مشكلات صورة الجسد.
  • احصلي على العون والمساعدة لتحسين صورة الجسد لديك.

إن كنتِ تشعرين بعد الرضاء عن جسدك، وتشعرين وكأن صورة الجسد لديك تعيق قدرتك على الاستمتاع بحياتك أو القيام بالأشياء التي تودين القيام بها، أو تجدين نفسك تضعين القيود على الغذاء أو تسلكين سلوكيات غذائية أو رياضية غير صحية، فإن اللجوء للمساعدة المهنية يصبح أمر ضروري. فعلماء النفس وأطباء التغذية وغيرهم من المتخصصين من المدربين في مجالات صورة الجسد والاضطرابات الغذائية، ومن ثم قادرون على مساعدتك في تحسين صورة الجسد وعلاقتك مع الطعام والنشاط البدني.

بواسطة
ترجمة: ليلى حلمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى