أصول الروشنة

لقاء مع …

روائي الإسكندرية – إبراهيم عبد المجيد

الحياة مليئة بكل النماذج من الخير والشر، سواء من الرجال أو من النساء. حقوق المرأة تأتي من التخلص مما أصاب المجتمع من أفكار رجعية سلفية ووهابية.

 

غنيٌ عن التعريف! وعلى الرغم من ذلك لا يكتمل أي حوار معه دون رصد – ولو موجز – لنصف قرن من العطاء الأدبي والفكري والإبداع الروائي والقصصي، نلخصه سريعاً قبل البدء في أسئلة الحوار:

 

من أعماله الأدبية:

تمتد أعمال إبراهيم عبد المجيد من عام 1979 وحتى كتابة هذه السطور، وتتنوع بين الروايات، والقصص القصيرة، والترجمات، والكتابات النثرية. وتم ترجمة الكثير من أعماله إلى لغات شتى منها الإنجليزية والفرنسية واليونانية والأسبانية والإيطالية والألمانية.

وقد تحولت الكثير من أعماله إلى أعمال تلفزيونية مثل رواية “لا أحد ينام في الإسكندرية”، و”في كل أسبوع يوم جمعة”، كما تحولت رواية “صياد اليمام” إلى فيلم سينمائي.

من أحدث اصدارات الكاتب الكبير رواية “حامل الصحف القديمة” الصادرة عن دار الشروق في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا الأسبوع، وكتاب “البيان الأخير ضد فيلم أحب الغلط” الصادر عن بيت الياسمين للنشر.

 

مجلة الجميلات والشرق

 

من الجوائز التي فاز بها:

بدأ إبراهيم عبد المجيد في حصاد الجوائز الأدبية منذ عام 1969، عندما حصل على الجائزة الأولى في القصة القصيرة من نادي القصة بالإسكندرية، وصولاً إلى أهم الجوائز المصرية والعربية، منها جائزة نجيب محفوظ في الرواية (1996)، وجائزة الدولة للتفوق في الآداب (2004)، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب (2007)، وجائزة الشيخ زايد في الآداب (2016)، ومؤخراً جائزة النيل في الآداب (2022).

 

أستاذنا الروائي الكبير

هل لديك هوايات مفضلة:

– للاسف، الآن بالنسبة لي انتهت الهوايات بحكم التقدم في السن. لم يبقى لي إلا القراءة والكتابة والفرجة على الأفلام في القنوات التليفزيونية الخاصة.

 

احكي لنا قصتك مع الكتابة:

– عشت زمنا مختلفا كانت فيه المدراس بها جماعات للموسيقي والأدب والسينما والفن التشكيلي والكشافة وغيرها. كان مدرسو اللغة العربية ينتهون من الدرس بسرعة، والفصل لا يزيد عن عشرين طالباً، فيحدثوننا عن الصحف ويقرأون لنا منها. كانت بالمدرسة حصتان أسبوعيا للقراءة الحرة بالمكتبة نقرأ فيها دون امتحان، فتعلقت بالقراءة ووجدت رغبة أن أكتب القصص وأنا بعد في المرحلة الإعدادية.

 

ماهو النوع الأدبي المفضل لديك؟

– كل الأنواع الأدبية لها جمالها. رواية. شعر. قصة قصيرة. مسرح. لكني، طبعا، مارست الرواية والقصة القصيرة أكثر من غيرها. أخذتني الموهبة إليها، وإن كنت لا أتوقف عن قراءة الشعر والمسرح ومشاهدة السينما. بل هناك أحيانا شخصيات في رواياتي لشعراء مما جعلني أكتب شعراً لهم في الرواية. تجد ذلك في روايات “طيور العنبر”، و”الإسكندرية في غيمة”، و”قبل أن أنسى أني كنت هنا”.

 

مجلة الجميلات والشرق

 

كيف اكتشفت موهبتك بالكتابة؟! هل هناك من شجعك؟

– يوماً ما، وأنا في السنة الثانية الإعدادية، أي في سن 13 سنة، كنت اقرأ بمكتبة المدرسة رواية للفتيان عنوانها “الصياد التائه”، للكاتب محمد سعيد العريان. فيها تاه الصياد فوجدت نفسي أبكي. جاءني أمين المكتبة وسألني لماذا تبكي؟ فقلت له مش لاقيين الصياد. فضحك وقال لي هل أنت تصدق يا ابراهيم؟ هذه قصة. يعني تأليف وليست حقيقة. أحببت التأليف واندفعت اقرأ وأكتب. أما الذين شجعوني فهم كثيرون جدا من زملائي وأساتذتي وغيرهم .

 

هل واجهتك صعوبات؟

– وجدت صعوبات من بعض الكتاب الذين يغيرون من الكاتب الموهوب. كانت حروبهم خفية، لكني أعرفها تتلخص في سد طرق العمل و”قطع العيش” كما نقول. لكن كنت دائما انتصر بأن أنشر كتاباتي خارج مصر. كنت أقول لنفسي العالم واسع، لا تتوقف عندهم، فهم يغيرون من رواياتك محل اعجاب الكثيرين. فاكتب رواية أخرى، ولا تتوقف عندهم. وكنت أنجح.

 

ماهي أهم الأعمال التي قرأتها وساهمت في تكوين رؤيتك الأدبية؟

– أعمال كثيرة، لكن من أهمها الأساطير اليونانية، مثل الإلياذة والأوديسا، وألف ليلة وليلة، وروايات دوستويفسكي، وفرانز كافكا، ونجيب محفوظ، ورواية مثل “صحراء التتار” لدينو بوتزاتي الكاتب الإيطالي، لا أنساها. كذلك مشاهدتي للسينما وسماعي للموسيقى الكلاسيك وحب المسرح والفنون التشكيلية. كل ذلك ساهم في كتاباتي، فأنا من المؤمنين بوحدة الفنون.

 

من هو كاتبك وكاتبتك المفضل/ة؟

– كثيرون كانوا، لكني الآن اقرأ في التاريخ والسياسة والاجتماع والسينما أكثر من الأدب. الحقيقة لن استطيع أن اتذكر كل الأسماء لكن لدينا كتاب وكاتبات رائعين.

 

هل تتأثر بالنقد؟

-كل نقد يبهجني سواء كان ايجابياً أو سلبياً؛ لأنه اهتمام من الناقد. والحمد لله حتى الآن فالإيجابي من النقد هو الأغلب. مئات المقالات كتبت عن أعمالي، كلها ابهجتني، وكلها تحتفي بالأعمال، وليس بينها ما ينتقد العمل، إلا ربما مقالين أو ثلاثة عبر خمسين سنة من الإبداع. كما أنه هناك كتب احتفت بأعمالي ودراسات جامعية عديدة.

 

بعد الأعمال الأخيرة، هل هناك عمل جديد؟

مجلة الجميلات والشرق

– العمل الجديد صدر وسيكون في معرض الكتاب والمكتبات وهما عملان. الأول رواية بعنوان “حامل الصحف القديمة”، أصدرته دار االشروق، والثاني رؤية فكرية لأحوالنا منذ ثورة يوليو 1952 بعنوان “البيان الأخير ضد فيلم أحب الغلط” أصدرته بيت الياسمين للنشر.

 مجلة الجميلات والشرق

هل لديك طقوس معينة في الكتابة؟

– حتى وقت قريب، وطوال حياتي، أكتب بعد أن ينتصف الليل، وأنتهي مع أول ضوء للنهار، وأسمع الموسيقى الكلاسيك تحلق بي في فضاءات جميلة. الآن أصبحت اكتب بالنهار أحيانا، لوجود الوقت عندي، لكن مع الموسيقى الكلاسيكية دائماً.

 

برأيك، ماهي الصعوبات أو المعوقات التي قد تواجه الكُتاب الشباب حالياً؟

– لا توجد صعوبات. حظهم أفضل منا، فهناك الإنترنت، جعلت النشر سهلاً على مواقع كثيرة. المشكلة فقط أن أعدادهم كثيرة جداً، لذلك يصعب على النقاد متابعتهم أو متابعة أغلبهم. كما أن هناك صفحات على السوشيال ميديا مدفوعة الأجر ترّوج لأعمال متوسطة أو لا قيمة لها مما يُضيِّق الأرض على الكاتب الموهوب.

 

اكتب لنا اقتباس من اعمالك:

” لماذا لا يوجد حاكم يطرد الرجال من البلاد ولا يبقى غير النساء؟” هذا اقتباس من آخر رواياتي “حامل الصحف القديمة”.

غير ذلك يمكن لكم  إذا أحببتم أن تجدوا  الكثير على جوجل فالبعض ينشر اقتباسات من رواياتي وينشرها.

 

في رأيك، ما دور المرأة في العمل الأدبي/الفني؟

ليس هناك دور لا للمرأة ولا للرجل في العمل الفني. هناك شخصيات فنية بينهم الطيب والشرير، ولا يعني وجود امرأة شريرة أن النساء شريرات، لكن الشريرة  فقط هي من في الرواية. والأمر نفسه بالنسبة للرجال. الكتابة بقرار مسبق أن تكون المرأة خيرة أو شريرة يفسد العمل. الحياة مليئة بكل النماذج من الخير والشر، سواء من الرجال أو من النساء. حقوق المرأة تأتي من التخلص مما أصاب المجتمع من أفكار رجعية سلفية ووهابية. أنظري مثلا إلى الروايات الجميلة التي كتبها احسان عبد القدوس وفيها المرأة تناضل من أجل حريتها. أين هي الآن وألاف الشيوخ والدعاة والإذاعات تقول أن المرأة إذا خرجت من البيت فهي شيطان مباح حتى التحرش به والمرأة مكانها البيت؟! لقد تخلفنا كثيرا منذ وفدت إلينا أفكار الصحراء هذه ويجب مواجهتها بالتعليم كأول خطوة وأهمها.

 

ماهي طموحاتُكَ ومشاريعُك للمستقبل؟

– مثلي الآن لا يريد إلا الصحة.

(مع أرق تحيات المجلة وقرائها لكاتبنا الكبير بوافر الصحة ودوام العطاء.)

 

ماذا تحب أن توجه في كلمة لجمهورك ومحبينك؟

– اشكرهم جميعا من كل قلبي فهم فرحتي الأعظم من كل شيئ وبهم عشت وأعيش.

 

ما رأيك في مجلة الجميلات والشرق؟

مجلة رائعة، موضوعاتها مبهجة وموضوعية وتقدم كل جميل عن المرأة والحياة الأسرية والأطفال وأحوالنا وموضوعاتها شيقة.

بواسطة
مجلة الجميلات والشرق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى