
جدو بلبل وتيتا زيزي كانوا بحديقة منزلهم يستمتعون باحتساء الشاي الأخضر بالياسمين بعد الغداء وكان أحد ابنائهم في زيارة لهم، وبينما وهم جالسين كان يتحدث ابنهم مع ابنته معاتبًا لها أنها لما لم تستخدم فرشاة الأسنان بعد أكل الحلوى.
واستاءوا من معاملة ابنهم لابنتهِ، فقال له جدو بلبل: يا بني، رفقًا بها، فهي صغيرة لم تتجاوز سبع سنوات، اجعل كلامك ليناً حتى تستطيع ادراك أهمية الفرشاة بعد أكل الحلوى.
قال ابنه: كيف وهي تتعمد الكسل وعدم الاستماع للكلام؟
اجابت تيتا زيزي: هل سمعت حكاية سوساية وسمسوم؟
قال: لا.
قال جدو بلبل: حسنًا، هيا تعالى أنت وحفيدتي الجميلة بجانبنا، لنقص عليكما الحكاية ..
في يوم استيقظت سوساية زهقانة من كثرة النوم، وقالت: ما هذا اليوم الذي ليس به أي جديد مرسوم، وقالت: سأذهب إلى سوسة نتسامر ونقضي وقت ممتع ونعمل شيئاً نملأ به اليوم.
وذهبت إلى سوسة، فوجدتها حزينة تضع يديها على وجهها في حالة انتظار خبر أو وجبة لحوم، وقالت سوساية: مالك يا سوسة؟ لم أنتِ حزينة ووجهك يملؤوه الهموم؟
قالت سوسة: أصل سمسوم لم يأكل اليوم بونبون.
قالت: معقول!؟ أخذت تُفكر للحظات، ثم قالت سوساية: لدي فكرة حتمًا ستأتي بالمضمون.
قالت سوسة: وما هي؟
قالت سوساية: نفرز أحماض بشكل كبير مما يجعل رائحة فم سمسوم كريهة، ويسرع ليخفيها بأكل البونبون.
وتابعت وقالت: ونعد حفل كبير يأتوا فيه كل اصدقائنا ونصنع حمض بارتي مجنون.
قالت سوسة: جميل جدًا! هيا يا سوساية! أنا لا استطيع انتظار أن يأتون الجميلون.
وبعد أن حضر أصحاب سوساية وسوسة وصنعوا الحمض بكل لون، فجأة صرخ سمسوم من ألم الأسنان، وجاءت والدته مسرعة إليه، وقالت: ماذا بك يا سمسوم؟ لماذا تصرخ؟
قال: أسناني تؤلمني، يا أمي، بشدة!
قالت: افتح فمك، ووجدت رائحة كريهة، فقالت: ما هذا يا سمسوم لم لم تنظف أسنانك بالمعجون؟
قال: شعرت أن فمي رائحته ليست طيبة فتناولت شوكولاتة والبونبون.
قالت والدة سمسوم: ألم نتفق من قبل عند الصباح وقبل النوم وبعد أي أكل خاصةً الحلوى، نغسل الأسنان بالمعجون؟!
قال سمسوم: نعم، يا أمي. لكن ألا يكفي أن امضمض؟
قالت: لا يكفي! فأنت رأيت كيف ألمتك أسنانك من عدم غسلها بالمعجون. وتذكر دائمًا: ستحميك من السوس الذي يسكن في الأسنان ويبني مملكة ويمرح!
قال سمسوم: هل هم يعيشون في فمي يا أمي؟
قالت ضاحكة: نعم يا سمسوم!
سمعت سوسة كلام والدة سمسوم وذهبت تجري وتصرخ وتقول: معجون! معجون! سنغرق في بحر المعجون! ستنتهي مملكة السوس وسينهار الحلم الذي كنا نعيش فيه، مستمتعين بلا معجون!
وقالت لسوساية: لقد اغرقتِ حلمنا في بحر المعجون! هل أنتِ سعيدة الآن بأفكارك!؟ سنختفي عن العيون. كنت أتمنى أن أرى الجدور وأعيش في الضروس، وأصبح يومًا ملكة السوس! لكن حلمي الآن انهار واصبح مدفون!
وبدأ سمسوم يغسل أسنانه وكل السوس ينظر إلى الفرشاة والمعجون وهم يقتربون ويصرخون في فم سمسموم ويقولون: لا! لا، يا سمسوم! لا تفعل! مضمض بماء وملح، أو حتى ليمون! سيكون أخف علينا من المعجون!
لكن مع الأسف، انهارت مملكة السوس مع المعجون، وبعد أن انتهى سمسموم، أسرع إلى أمه وقال لها: هل رائحة فمي اطيب الآن يا أمي؟
ضحكت والدة سمسوم وقالت: نعم وجميلة، شطور يا سمسوم!
واوصت والدة سمسوم ألا يترك الفرشاة والمعجون حتى لا تؤلمه أسنانه، ويصبح فمه رائحته طيبة، ولا يسمح بالسوس أن يسكنوا فمه ويمرحون.