ترجماتالمرأة والصحة الجسدية

صورة الجسد السلبية

لنتخيل للحظة أننا نعيش في عالم بلا مرايا، وبلا تصوير سيلفي، وبلا سخرية من هيئة الجسد.

كيف يكون الأمر إذا ما كان بمقدورك أن تفكري في جسدك دون الاهتمام بمظهره، وإنما بنظرة الانبهار والاحترام التي يستحقها منك، فهو معجزة تفكر، تتنفس، تنبض، تكافح الأمراض؟

لو أننا تمكننا من تبني هذا المنظور في حياتنا اليومية، ربما أصبحنا أقل تأثراً بالمثل المجتمعية التي تخلق صورة سلبية ومؤذية للجسد.

وفي هذه السلسلة من المقالات المترجمة سوف نلقي نظرة فاحصة على ماهية صورة الجسد السلبية، وأعراضها ومؤشراتها المتعارف عليها، وكيفية التغلب عليها.

 

ما هي صورة الجسد السلبية

قد تبدأ معاناة صورة الجسد السلبية منذ نعومة الأظافر، فطبقاً لبعض الاحصاءات والأبحاث في عام 2020، فإن ما بين 40 إلى 50 % من تلاميذ الصفين الأول والثاني الابتدائي لا يحبون جانب ما من جوانب أجسادهم.

 

 

وعندما يبدأ الجسد في التغير خلال مرحلة البلوغ، فإن هذا الشعور بعدم الرضاء يتعمق، وتقول احدى الدراسات التي خرجت عام 2006 أن مشكلات العلاقة بين الآباء والأبناء قد تزيد من حدة عدم الرضاء عن الجسد.

كما أن للثقافة دور هائل في تشكيل صورة الجسد لديكي، فلا شك أن رؤية المجتمع للأمور التالية يؤثر على تفكيرك حول جسدك وشعورك تجاهه:

  • نوعك الاجتماعي
  • عمرك
  • حجم جسدك وهيئته
  • قدراتك
  • المرض
  • لون بشرتك
  • الحياء والاحتشام
  • الشعر
  • الملابس

كما أن أفكار الأسرة والأقران والتعليم والعادات والمعتقدات وقيمها تعمل أيضاً على تشكيل رؤيتك لذاتك.

وفي ضوء هذا المفهوم المركب لصورة الجسد، والضغوط المجتمعية نحو ضرورة الامتثال لهذه المعايير، التي بدورها دائمة التغير والتبدل، فإنه لا عجب أن صورة الجسد تصبح مسألة شائكة للكثير من الناس.

هل يمكن لصورة الجسد السلبية أن تؤدي إلى مشكلات أخرى؟

رؤيتك لجسدك لا تتمثل فقط في إدراك جمالي للجسد.

ترى دراسة أجريت عام 2020 أن عدم الرضاء عن جسدك قد يؤدي إلى عدد من العادات البدنية أو الانفعالية غير الصحية، وقد يتضمن هذا أشكال من فرض القيود على التغذية، وخاصة بين المراهقين.

إن صورة الجسد السلبية ترتبط أيضاً بمجال واسع من الظروف الصحية، فالناس الذين يشعرون بعدم رضاء رهيب تجاه هيئة أجسادهم، هم أيضاً أكثر عرضة للاصابة بما يلي:

  • الاضطرابات المزاجية
  • اضطراب تشوه الجسد
  • اضطرابات التغذية
  • تشوه العضلات
  • انخفاض تقدير الذات
  • مشكلات في العلاقات
  • ميول نحو أذى الذات

كما أن من يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي، واضطراب القلق العام، واضطراب الوسواس القهري، واضطراب الاكتئاب الحاد، قد يعانون أيضاً من صورة الجسد السلبية والمشوهة.

مؤشرات صورة الجسد السلبية وأعراضها

إن كنت تتساءل ما إذا كنت تعاني من صورة جسدية سلبية، فإن الأسئلة التالية قد تساعدك في قياس مدى اجابية صورة الجسد لديك:

  • هل تتعارض مشاعرك تجاه جسدك مع علاقاتك أو أداء عملك أو القيام بأنشطتك؟
  • هل تتخذين اجراءات مشددة لتفادي رؤية جسدك؟
  • هل تقومين بفحص جسدك ثم إعادة فحصه بشكل قهري – سواء من خلال قراءة الوزن، أو قياس أجزاء الجسد، أو قرص جلدك، أو فحص نفسك في المرآة مرة تلو الأخرى؟
  • هل تشعرين بالحاجة إلى وضع طبقات سميكة من المكياج عندما تخرجين إلى الحياة العامة؟
  • هل ترتدين القبعات أو غطاء الرأس، أو ترتدين ملابس فضفاضة لاخفاء جسدك؟
  • هل تفرطين في نتف أو حلاقة أو نزع شعر الجسد بالشمع أو الليزر؟
  • هل خضعت لعمليات التجميل بشكل مفرط؟
  • هل تستخدمين لغة قاسية أو فظة لوصف جسدك؟
  • هل تقدمين بشكل متعمد على الاضرار ببشرتك؟
  • هل تنتابك مشاعر فياضة سلبية عندما تفكرين في جسدك؟

إن كانت لك اجابة أو أكثر بنعم على هذه الأسئلة، فقد تحتاجين إلى التحدث إلى استشاري نفسي حول رؤيتك لجسدك.

بواسطة
ليلى حلمي
المصدر
Healthline

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى