رمضانياتكنوز تراثية

وحوي يا وحوي

يطل علينا شهر رمضان الفضيل، الذي يحمل بين طياته البركة والخير والرحمة والبهجة، ليملأ قلوبنا بالطمأنينة والسكينة.

ويتميز الشهر الكريم في  العديد من البلدان بعادات مختلفة لاستقباله ، ولو تحدثنا عن مصر، نجد أن هناك عادات  ومظاهر للبهجة، بدءاً من تعليق الزينة والفوانيس في الشوارع، وصولاً الي استقبال الشهر الكريم بأغاني تراثية مرتبطة بقدومه، منها، على سبيل المثال، “مرحب شهر الصوم”، و”رمضان جانا”. ولعل أيضا من أشهر الأغاني المعبرة عن شهر رمضان هي أغنية “وحوي يا وحوي”.

فما قصة هذه الأغنية؟ وما معنى كلمة وحوي يا وحوي؟

تقول كلمات أغنية “وحوي يا وحوي”:

وحوي يا وحوي، اياحة

روحت يا شعبان، اياحة

وحوينا الدار، جيت يا رمضان

هل هلالك، والبدر اهو بان

يا الله الغفار

شهر مبارك، وبقاله زمان

يا الله الغفار

شهر مبارك، وبقاله زمان

محلا نهارك، بالخير مليان

وحوي يا وحوي، اياحه

 

يرجع أصدار الأغنية لأول مرة إلى عام 1937، حيث كتبها الشاعر حسين حلمي المانسترلي، الذي كان يعمل بوزارة المعارف في تلك الفترة، وله العديد من الأغاني والمونولوجات الشعبية، كما أنه هو مالك لقصر المانسترلى بالروضة، وكان مخصص لإقامة ملتقى للفنانين حينها، والذي تحول بعد وفاته لمتحف يضم مقتنياته.   وغناها المطرب أحمد عبد القادر، ولحنها الموسيقار أحمد الشريف.

ثم أعيد اصدار الأغنية مرة أخري عام 1953، حيث أعاد كل من  فتحي قورة وأحمد صبري صياغة كلماتها وألحانها مرة أخري  وغنتها المطربة اللبنانية هيام يونس، ضمن أحداث فيلم ” قلبي على ولدي”، اخراج  بركات.

أما عن معنى كلمات أغنية “وحوى يا وحوى”، وأصل الكلمة ، فيقول البعض إن أصل كلمة “وحوي” كلمة فرعونية، وتعني “فرحي”، أما كلمة “إياحة”، فهي تعني “قمرة”، وأصلها “أياح” يعنى قمر، و”حتب” معناها “الزمان” فكان اسم الملكة “اياح حتب” يعني “قمر الزمان”، وكانوا ينادوها “اياحة”، أي “قمرة”.

وبعد الانتصار الكبير الذي حققه الملك أحمس على المحتلين وطرد الهكسوس من البلاد، خرج المصريون في استقبال أمه الملكة إياحة، حاملين المشاعل والمصابيح، يتغنون بـ “وحوي يا وحوي، إياحة”، وكان المقصود منها “فرحي يا فرحي، قمرة”، تقديرًا للتضحيات الكبيرة للملكة اياحة التي قدمتها فداءً للوطن.

 

فالأغنية أصلها:

وحوي يا وحوي، إياحة

بنت السلطان، اياحة

لابسة فستان، اياحة

بمعنى:

فرحي يا فرحي، قمرة

بنت السلطان، قمرة

لابسة فستان، قمرة

 

بينما يرجع البعض الآخر كلمات هذه الأغنية إلى العصر الفاطمى، نظراً لتشابه كلماتها مع أغنية تراثية يقول مطلعها:

أحوى.. أحوى.. إياها

بنت السلطان.. إياها

لابسة القفطان.. إياها

وأصبحت منذ العصر الفاطمي تحية خاصة بهلال رمضان، وتقال عن وداع شهر شعبان، واستقبال شهر رمضان المعظم.

ومهما تعددت معاني وأصول الأغنية، تبقي الفرحة واحدة باستقبال هذا الشهر الفضيل. أعاده الله على الشعوب الإسلامية بالخير والبركة.

بواسطة
سمر سالم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى