ما بعد الشهادة الإعدادية: خيارات دراسية غير تقليدية (2024)

ما بعد الشهادة الإعدادية

يتوجه سنويا الآلاف من طلاب المدارس بعد حصولهم على الشهادة الإعدادية للالتحاق بالدراسة بالثانوي العام، ومن ثم للالتحاق بالجامعة. وكان هذا، حتى سنوات قريبة، الاختيار المفضل لمعظم الطلاب، ولم يكن يخرج عن تلك القاعدة سوى قلة منهم لضعف نتائجهم الدراسية، وعدم حصولهم على مجموع الدرجات المطلوب، أو لسوء الحالة المادية، وبالتالي الرغبة في اختصار الطريق وسرعة إنهاء الدراسة، والحصول على فرصة عمل.

ولكن العديد من المتغيرات، في الآونة الأخيرة، أدت إلى اختلاف نظرة الطلاب وذويهم تجاه التعليم الثانوي العام، والتحول نحو التعليم الفني بمجالاته المختلفة.

وفي السطور التالية نستكشف بعض تحديات التعليم الثانوي العام، ونتطرق إلى البدائل المتاحة للطلاب الحاصلين على شهادة الإعدادية، وعوامل الجذب في تلك البدائل، ونختتم بأسماء وعناوين عدد من أهم مدارس التعليم الفني في مصر والتي تبشر بمستقبل مهني باهر.

تحديات التعليم الثانوي العام:

١. يعاني طالب المرحلة الثانوية من تعدد المواد الدراسية، وعدم ارتباط بعضها بمجال الدراسة الجامعية التي سوف يلتحق بها الطالب.

٢. وجود ضغط نفسي وعصبي على الطلاب – وذويهم – لشعورهم أن مستقبلهم يتوقف على نتيجة اختبار الثانوية العامة، وأن درجة واحدة أو جزء من الدرجة، قد يحدد مصيرهم الدراسي ويجبرهم على الالتحاق بكليات لا تناسب ميولهم أو قدراتهم أو طموحاتهم.

٣. اللجوء الى الدروس الخصوصية والكتب الخارجية من أجل تحقيق نتيجة أفضل، مما يخلق عبئاً مادياً كبيراً على كاهل الأسرة المصرية، فضلا عن زيادة العبء على الطالب، وعدم توفر وقت لديه للترفيه أو ممارسة الهوايات أو حتى الراحة، والحصول على عدد كاف من ساعات النوم.

٤. يؤدي عدم ارتباط الدراسة الجامعية ارتباطاً مباشراً بمهارات سوق العمل إلى معاناة عدد كبير من خريجي الجامعات من البطالة وعدم الحصول على فرصة عمل أو الاضطرار إلى الالتحاق بوظائف لا ترتبط بتخصصاتهم أو لا تتفق مع ميولهم، أو القبول بممارسة أعمال مؤقتة أو ذات دخل مادي منخفض.

٥. يحتاج عدد كبير من خريجي الجامعات إلى الالتحاق بدورات دراسية متخصصة لتأهيلهم لسوق العمل حيث تختلف الحياة العملية الى حد كبير عما تم دراسته، وهذا يعني المزيد من الأعباء المالية فضلا عن تكبد الطالب جهداً وقتاً ومصاريف إضافية.

مميزات التعليم الفني:

التعليم الفني هو ذلك الطراز من التعليم الذي يجمع بين الدراسة النظرية والعملية، فهو يزود الطالب بمعلومات فنية ومهارات مهنية عملية مطلوبة في سوق العمل، ومن أهم مزايا التعليم الفني:

١. قصر مدة التعليم الفني، فهو يتراوح بين ثلاثة وخمسة أعوام، ويتاح لبعض التخصصات الالتحاق بالتعليم الجامعي بشرط اجتياز اختبارات معينة.

٢. عدم وجود أعباء مادية مبالغ فيها على أسر الطلاب، سواء أثناء الدراسة أو بعد التخرج.

٣. توفر فرص العمل بعد التخرج.

٤. توفر منح دراسية مجانية، وفرص تدريبية للطلاب في الداخل والخارج. فعلى سبيل المثال، توجد مبادرة تسمى “اشتغل فني“، وهي مدعومة فنيا وتدريبيا وماديا من كل من الاتحاد الأوروبي والحكومة المصرية، وتشرف عليها وزارة الصناعة والتجارة.

٥. توفر المزيد من المدارس الفنية والمزيد من المعلمين على أعلى مستوى من الخبرة العلمية والعملية، وتزويد المدارس بأحدث الأجهزة والماكينات والمعامل.

٦- الحرص على الاستفادة من الخبرات الأجنبية، وتطبيقها محليا، لضمان إعداد طالب ملم بأحدث تكنولوجيا التعليم الفني.

٧. تنوع مجالات التعليم الفني مما يوفر اختيارات متنوعة تناسب مختلف ميول الطلاب وقدراتهم.

٨. يسهم التعليم الفني في تنمية المجتمع، فهو يوفر عمالة ماهرة تلبي احتياجات المصانع والشركات المختلفة وتزيد من قدرتها على تحسين الإنتاج، وعلى المنافسة في الأسواق العالمية، وبالتالي زيادة تلبية الاحتياجات المحلية وأيضا زيادة الصادرات.

أهم مدارس التعليم الفني في مصر:

لم يعد التعليم الفني قاصراً على المجالات التقليدية من صناعي و زراعي وتجاري، بل امتد ليشمل تخصصات حديثة تواكب كل ما هو جديد، ولذلك تم التوسع في إنشاء العديد من المدارس الفنية، والحرص على توزيعها جغرافيا على معظم المحافظات المصرية.

وتوفر مدارس التعليم الفني بأنواعها عدة عوامل جذب لراغبي الالتحاق بها مثل توفير وظائف فور التخرج، أو مجانية الدراسة، أو التدريب مدفوع الأجر، كما توفر بعض المدارس الزي المجاني وغيرها من المميزات.

على سبيل المثال، وعلى الرغم من أن التمريض العسكري يشترط الحصول على الثانوية العامة، لكنه يتيح فرص عمل فور التخرج، وفرص الترقي لرتبة ضابط، ومكافآت شهرية، كما يسمح للخريجين وعائلاتهم بالعلاج المجاني في مستشفيات القوات المسلحة، والاشتراك في أندية القوات المسلحة.

ويمنح خريجي المدارس العسكرية الرياضية درجات تضاف إلى المجموع الكلي، مما يتيح لهم فرصه أفضل للالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية والرياضية.

ويحصل خريجي مدارس التكنولوجيا التطبيقية على شهادات مصرية مطابقة للمعايير الدولية، فضلا عن شهادات خبرة عن فترة التدريب.

ومن بعض أهم المدارس على مستوى محافظات الجمهورية:

١. مدارس التمريض العسكري بالقوات المسلحة:

توجد في محافظات المنوفية، والشرقية، والإسكندرية، وكفر الشيخ، والأقصر، وأسوان، وقنا، وسوهاج، والمنيا، ودمياط، وشمال سيناء، والوادي الجديد. هذا إلى جانب مدارس التمريض الحكومية بعدة محافظات، وهى توفر فرص عمل فورية بالمستشفيات الحكومية (ملحوظة: تم تغيير بعض شروط التقديم، على أن يكون المتقدم حاصلاً على الثانوية العامة وليس الإعدادية).

 ٢. مدارس الهيئة العربية للتصنيع:

وتوفر مناهج متخصصة في كل من الإلكترونيات والكهرباء، بشقيها النظري والعملي. وتقدم مكافآت شهرية للطلاب وفرص عمل بعد التخرج.

٣. مدارس مياه الشرب والصرف الصحي:

توجد في كل من القاهرة، والمنوفية، والدقهلية، والغربية، وأسيوط، وبني سويف، وتوفر فرص عمل بعد التخرج.

٤. المدارس العسكرية الرياضية:

يحصل الطلاب على مكافآت البطولات الرياضية ودرجات إضافية، كما تتاح لهم فرص استكمال الدراسة بالكليات العسكرية والرياضية. ومن أهم الرياضات المتاحة السباحة، ألعاب القوى، رفع الأثقال، الملاكمة، المصارعة، الجودو، التايكوندو، الجمباز، الكونغ فو، الكاراتيه، الدراجات.

٥. مدارس التكنولوجيا التطبيقية، ومن أهمها:

. مدرسة التكنولوجيا التطبيقية للميكاترونيات في مدينة بدر بالقاهرة

. مدرسة الصالحية للتكنولوجيا التطبيقية في مدينة العبور

. مدرسة ألكترو مصر للتكنولوجيا التطبيقية في السلام

. مدرسة السويدي للتكنولوجيا التطبيقية في ٦ أكتوبر بالإسكندرية

. مدرسة ايجيبت جولد للتكنولوجيا التطبيقية في العبور

. مدرسة الصالحية للتكنولوجيا التطبيقية في الصالحية

. مدرسة ظهر للتكنولوجيا التطبيقية في بورسعيد

. مدرسة الفنون للتكنولوجيا التطبيقية في الهرم

. مدرسة حلوان للتكنولوجيا التطبيقية في حلوان

. مدرسة بي تك للتكنولوجيا التطبيقية في الأسمرات

. مدرسة محمود العناني للتكنولوجيا التطبيقية في أبو قرقاص

. مدرسة فتح الله الدولية للتكنولوجيا التطبيقية في سموحة بالإسكندرية

. مدرسة آي تك للتكنولوجيا التطبيقية في الشروق

. مدرسة نهر الخير للتكنولوجيا التطبيقية في المنيا

. مدرسة توشيبا العربي للتكنولوجيا التطبيقية في قويسنا

. مدرسة أحمد ضيف الدولية للتكنولوجيا التطبيقية في أسيوط

. مدرسة مصر للتأمين الدولية للتكنولوجيا التطبيقية في المنيا الجديدة

٦. مدرسة الضبعة الدولية

وتشمل ثلاثة أقسام هي: الألكترونيات والميكانيكا والكهرباء. ويتخصص الطلاب في الاستخدامات السلمية لتكنولوجيا الطاقة النووية في مصر والشرق الأوسط.

٧. مدارس التعليم والتدريب المزدوج:

تشتمل على تخصصات صناعية وتجارية وزراعية وفندقية، بمناهج نظرية وتدريب عملي. وتتولى وزارة التربية والتعليم الإشراف عليها.

٨. مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا Stem.

٩. مدرسة المصرية للتلمذة

وتشمل تخصصات المعامل والتصاميم وصيانة التكييفات، وتوجد بمحافظة الدقهلية.

١٠. مدارس السكك الحديدية والطرق.

١١. مدرسة الشهيد أحمد تعلب الفندقية في مدينة نصر بالقاهرة.

١٢. مدارس We للاتصالات.

١٣. مدرسة الطاقة الشمسية.

١٤. مدارس البتروكيماويات.

١٥. مدرسة غبور للسيارات.

١٦. مدرسة السويدي الثانوية.

١٧. مدرسة الترسانة البحرية بالإسكندرية.

١٨. مدرسة الذهب والمجوهرات.

١٩. مدرسة الإنتاج الحربي بالسلام.

٢٠. مدارس البترول.

٢١. مدرسة الثانوي الإيطالي سالزيان.

٢٢. مدرسة الثانوي الجوي.

٢٣. مدرسة البريد.

لا شك أن تلك المدارس تعمل على إعداد خريجين ذوي كفاءة وقدرة متميزة على الابتكار والإبداع في مجالات كافة المجالات من العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا والحياتية، ومن ثم توفر كوادر شابة قادرة على دفع عجلة الاقتصاد والتنمية نحو مستقبل أفضل.