
أنا لا أرى المرأة ناقصة الحقوق، فما لها من حقوق قد وفتها إياها كل المجالات وليس المجال الأدبى فقط.
هل لديك هوايات مفضلة؟
نعم، التأليف هو أهم هواياتى قبل أن يكون مهنتى، يأتى معه الإنشاد والإلقاء الصوتى والتمثيل وهوايات أخرى جانبية، أهمها التصوير والتسوق.
عرفينا على الأعمال الأدبية الخاصه بك:
_كتاب “السهم المصيب فى وهم النصيب”
_سيناريو فيلم “ضحايا السلام”
_سيناريو مسلسل “بعد فوات الأوان”
_سيناريو فيلم “العلامة”
_سيناريو فيلم “الجائزة لمن يصل متأخراً”
_ سيناريو مسلسل “الجنى العاشق”
هل يوجد من النقاد من راجع لك تلك الأعمال؟
نعم، قرأ لى بعض أرباب الوسط الفنى والثقافى، مثل:
_المصور العالمى رمسيس مرزوق
_ المخرج مجدى أبو عميرة
_المنتج حسين قلا
_ الفنان أحمد سلامة
_ المخرج طونى نبيه
_ المخرج طارق التلمساني
_ لجنة مراجعة الأعمال الفنية بمجمع البحوث الإسلامية
احكي لنا قصتك مع الكتابة وكيف اكتشفتى موهبتك:
اكتشفت تلك الموهبة الدفينة منذ كنت طالبة فى الصف الثانى الإعدادى، وكان ذلك عندما كلفتنا معلمة الإنشاء بنظم موضوع مختصر عن قصة النبى يوسف (عليه السلام)، وأتى ذلك مزامنا آنذاك لعرض المسلسل الإيرانى الشهير (يوسف الصديق)، فكان مصدر إلهامى فى موضوعى، وقمت بنقله فى ٤٠ صفحة تامة، وهى نفسها عدد صفحات الدفتر الجديد الذى كنت خصصته لهذا الموضوع.
فعندما رأت المعلمة استغراق جميع صفحات الدفتر فى كتابة موضوع واحد، استوقفها الأمر بالتعجب والذهول، حيث كان ذلك تصرفا فريداً يستدعى الدهشة وسط طلاب يتكاسلون عن استكمال بضع وريقات.
لكنها أشادت بى أمام جميع الطلاب ونبهتنى إلى موهبتى المغمورة، قائلة: “سيكون لك مستقبل أدبى متميز فى مجال التأليف والكتابة!”
هذه الكلمات حُفِرت فى أعماقى، وخزنها عقلى الباطن، ليحرك قواى الفعلية فى هذا الإتجاه، حتى وإن لم أكتشف ذلك جلياً فى وقت مبكر، لكننى كنت لا إراديا أسير وفق مايخدم هدفى. بدأت بشكل تدريجى وتلقائى الصعود على سلم الوصول لذلك الهدف، وبدأ قلمى يتحرك كلما ألح عليه ملهمه،حتى كتبت بعض المؤلفات، كانت دافعا لمشاركاتى المتميزة في عدة مسابقات، نلت فيها الجوائز والتكريمات القيمة.
اختاري لنا اقتباس من أعمالك:
قد نفنى عمرنا فى خوض التجارب البئيسة بأنفاس طويلة لا نعرف الكلل والملل …نعيش على بقايا أمل
نعزف على أوتار الحب نغمات الأسى
وبيدنا مزمار اللاممكن والمستحيل…
ثم نكتشف بأن كل شىء ممكن ولا ثمة مستحيل …
لا أحد يستحق الرهان ..
فنرغم على البكاء على الأطلال أو على اللبن المسكوب
وتتكرر دورات المعاناة
قد يخرج البعض بالإفاقة ، وقد يظل الآخر تائها مدى الحياة
يأتى كتابنا بمناسبة معاناة أولئك البائسين الذين يتحججون بالنصيب ، ناسين دور العقل فى رسم القدر
وأن كل إنسان مسئول عن تقرير مصيره
ثم كما يفرز هذا الكتاب الداء يضع معه الدواء المناسب عن طريق السهمين ( الدينى والكونى )؛ حيث بينهما الترابط الوثيق ، فرب الدين هو رب الكون ومافيه .
غاية الكتاب أن يخرج منه القارىء حاملاً الدروس الحياتية التى تساعده على استكمال رحلته بوعى ونضوج ؛ خاصة توائم الشعلة وتوائم الروح ، الذين هم موضوع هذا الكتاب
سلامى لأرواحهم الطاهرة…
وحيث أن الحياة الزوجية تبنى على سابقتها والتى هى مرحلة التأسيس والإختيار فلابد من حسن الاختيار ؛ لتقل المعاناة اللاحقة وتصبح النهاية سعيدة بدلاً من تلك المؤسفة .
كتاب مفيد ؛ خاصة لمن يعانون الحيرة فى الحصول على حبيب عنيد فشلت معه كل الوسائل العبثية….
هنا وبطريق خالقه سبحانه يمكن نيله بكل سهولة .
من كتاب “السهم المصيب فى وهم النصيب”
ماهو النوع الأدبي المفضل لديك؟
أحب الكتب الدينية والعلمية، إضافة إلى القصص القصيرة.
هل هناك من شجعك؟
نعم، كل ملهم حرك قلمى هو مصدر تشجيع لى، ومنها أحداثى _ظروفى _ انتقاداتى _ انتفاضاتى ..
أما على مستوى الأشخاص، فالمثبطون قبل المشجعين كانوا مصدر تحفيزى، لكونى شخصية تتحرك فى الإتجاه المعاكس للسلبيات. فمثلاً، لو وضعت فى فصل دراسى يعج بالفاشلين، يكون ذلك دافعاً لمواصلتى طريق التفوق والتميز.
أما من شجعونى بالكلمة والتحفيز الإيجابى الدائم، فأذكر منهم:
_ جدتى وأمى
_ أستاذى فى اللغة العربية
_شريكى العاطفى (شريك روحى وحياتى)
كما أن لأشخاص أخرى أدواراً ثانوية فى تحفيزى وإلهامى.
هل واجهتك صعوبات خلال طريقك الأدبى؟
ليس ثمة معوقات خلال مرحلة الكتابة، مادام قد توفر الجو الآمن والإلهام والدافع، ولكن تكمن المعوقات خلال مرحلة التسويق والإنتاج، حيث يدخل أفراد خارجيين، فتظهر التحكمات والشروط المواكبة لسياسة وظروف السوق، ويظهر حينذاك التصادم الجلى بين المعايير الفنية للعمل والمعايير التسويقية، إضافة إلى التكاليف المادية الباهظة والتعجيزية التى يتكبدها الكاتب لترويج أعماله، وصعوبة إدراك الممول الفنى الذى لا يهمه الربح المادى بقدر نظرته الفنية للموضوع.
ما هي أهم الأعمال التي قرأتها وساهمت في تكوين رؤيتك الأدبية؟
كتب وروايات الأديب “طه حسين”، والتى أهمها كتاب “الأيام”، و”المعذبون فى الأرض”، و”دعاء الكروان”، وكذلك أغلب أعمال كاتب الشباب “أحمد خالد توفيق”.
برأيك ماهي الصعوبات أو المعوقات التي قد تواجه الكُتاب الشباب حالياً؟
الصعوبات هى المشكلة، ولحلها يجب دعم أهل الكتابة وتوفير الجو الآمن للحصول على إنتاجهم الإبداعى، وذلك عن طريق:
_ الدعم المالى.
_الكفالة أو التبنى الفنى، بحسن الاستقبال والاستيعاب والترحيب.
_ احترام موهبته بتنفيذها دون تعسف أو مماطلة أو خداع من أى نوع.
_ حسن التقييم باختياره على أساس الكفاءة والبراعة وليس لاعتبارات أخرى شكلية.
_التقليل من التكاليف الباهظة والشروط التعسفية والتعجيزية.
من هو كاتبك وكاتبتك المفضل/ة؟
على الصعيد العالمى :
_ فيودور دوستويفسكي
_ تشارلز ديكنز
_ ديل كارنيجى
_فيكتور هيغو
_ أجاثا كريستى
وعلى الصعيد العربى:
_ طه حسين
_ أحمد خالد توفيق
_ يوسف إدريس
_ إبراهيم الفقى
_ على مبارك
_ مى زيادة
بعد الأعمال الأخيرة هل هناك عمل جديد؟
أجل، فهناك مشروع كتابة الجزء الثانى من كتاب “السهم المصيب” والذى سيكون بعنوان “حان الآن”.
هل لديك طقوس معينة في الكتابة؟
نعم، ومن أهمها:
_ لا أجيد الكتابة أوقات التوتر والضغوط النفسية.
_ لا أهتم بالمواسم أو سباق الماراثونات الدورية، فمن أهم قناعاتى أن فرصتى لن تفوتنى مادمت قد أحسنت جذبها، الأهم هو التركيز وتوفير الأمن والهدوء والراحة الداخلية وغيرها من العوامل الباعثة على الاستلهام الجيد.
_ الكتابة فى أى وقت وأى زمان ومكان، مادام قد توفر مناسبتها والطاقة الكافية لها.
_ احترام عقل القارىء المتلقى ومراعاة الجانب الفنى والحسى فى العمل.
_ تجنب التفلسف سواء فى اختيار الموضوع أو اختيار العنوان، فمن المهم أن يكون العنوان واضحاً بليغاً يفهمه الخاصة والعامة، بعيداً عن الغموض الممل والعبثى.
_ التوسط بين الاختصار والإسهاب، احتراماً لوقت القارىء وطاقته.
_ تعزيز اللغة واحترامها بمراعاة الأسلوب الأدبى السليم والمراجعة اللغوية للعمل وعدم تداول الألفاظ الركيكة المستهلكة بين العوام .
_ تجنب الثوران المبالغ تجاه أى شىء وكل شىء، فهو ساحب ومستهلك للطاقة بدون فائدة.
_ الترفع عن اقتباس المواضيع الجارية أو الكتابة بدون مناسبة لمجرد إثبات النفس، أو الكتابة حال انعدام الكفاءة أو استعارة الموضوعات دنيئة المستوى، ينبغى أن يكون مقام الكاتب وطموحه أرفع من ذلك.
_ الترفع عن استعراض نفسى للجمهور بطريقة تجارية أو اتباع سياسة الطلب والاستعطاف بطريقة تقلل من شأنى وتهبط بمستواى فى أعين الجمهور.
ينبغى أن يتحلى الكاتب بالوقار والرزانة محافظاً على كبريائه وأن يثق بنفسه وبجودة عمله وقيمته الفنية، ويدع أعماله الأدبية تتحدث عنه وتفرض نفسها تلقائياً على جمهوره.
في رأيك، هل وفى الأدب للمرأة حقها وتقديرها؟
أنا لا أرى المرأة ناقصة الحقوق، فما لها من حقوق قد وفتها إياها كل المجالات وليس المجال الأدبى فقط. وما يخرج عن أدوارها واختصاصها فلن يسند إليها مهما حاولت المرأة رفع شعار المطالبة بالحقوق؛ فباب الإبداع مفتوح ولا يميز بين الجنسين، وقد رأينا أن المرأة على مر العصور قد أبدعت فى مجالات مكافئة للرجال دون أدنى مشكلة.
هل تتأثرين بالنقد؟
أتأثر إيجابيا بالنقد البناء، ولا أتأثر مطلقاً بالنقد السلبى العبثى، بل أعتبره إشارة إلى وجوب مواصلة طريق الإبداع.
ماهي طموحاتُكَ ومشاريعُك للمستقبل؟
مواصلة الطريق الأدبى وصولاً إلى أكبر الجوائز العالمية، وأن تكلل تلك المشاريع بإنتاجها سينمائياً، لتبقى فى ذاكرة التاريخ والجماهير.
هل تحبين أن توجهى كلمة لجمهورك، وماذا تطلبين من الجمهور عند قراءة أعمالك؟
أوصيهم بعدة وصايا وإرشادات:
_ أهم ما أربحه دعوة صادقة تخرج من قلب صادق، فكل من ينفعه كلامى يسرنى دعاؤه لى بتحقيق الرغبات وسرعة الإتحاد مع توأم روحى (شريكى العاطفى).
_ تنفيذ وصايا الكتاب كاملة مع انتظار الجزء الثانى منه، ومتابعتى؛ لموافاتكم بكل جديد.
_ التوجه للنافع من المحتويات وترك المفرقعات الزائفة والعناوين الخادعة.
_ أوصيكم أن تساعدوا أنفسكم، لا تنتظروا المواساة الخارجية من أياد حنونة، ولا تتكئوا على المساعدات الإنسانية.
_ الخروج من البيئة السلبية، سيقابلك الكثير من الباردين والمستفزين، ربما بمجرد هيكلهم أو نبرتهم أو أسلوبهم ومستوى عقولهم، إذا كنت تؤمن بنفسك وموهبتك، فلا تدعهم يؤثرون على نقاهة طاقتك.
_ لاتكن تابعا أو منقادا، فى حين يتاح لك بتقلد منصب القائد.
_ لا يهمك إصابة الربح بقدر ما يهمك إثبات ذاتك وتطويرها ووضع بصمتك الخاصة، كما أوصيك بالصبر والمجاهدة والمثابرة، فكل صغير سينمو ولا يولد أحد عالماً.
_ لا تقحم نفسك فى مجال لا تتقنه ولست قادرًا على حمل رايته، لمجرد الطمع فى لقب النابغة؛ فرحم الله امرىء عرف قدر نفسه! دع المجال لأهله واعمل فى حدود قدراتك.
ما رأيك في مجلة الجميلات والشرق؟
مجلة جميلة، متواضعة، متألقة، تهتم بدعم طلائع الكتاب، ولا تسعى للربح أو المقابل المادى بقدر اهتمامها بجهود الشباب وإظهار تألقهم وإبداعاتهم المختلفة، إضافة إلى اهتمامها الخاص بدور المرأة فى المجتمع.
لزيارة صفحة الكاتبة ريهام ابراهيم على الفيسبوك – انقر هنا