
كيف تحدث المعجزات
في أعماق الريف … أيقظت الجدة زوجة حفيدها التي تأخرت في الإنجاب … فتحت يديها ووضعت سبع خرزات زرقاء صغيرة، وطلبت منها أن تضعهم في المياة وتغتسل …
تعجبت الفتاة … ورفضت … نظرت لها الجدة نظرة رجاء …
“اسمعي الكلام يا بنتي ما تتعبينيش!”
ردت الفتاة: “حاضر .. أنا هعمل كده علشانك .. أنا مش بؤمن بالكلام ده.”
بكت الجدة الطيبة الرقيقة، وقالت لها بلغتها الريفية البسيطة: “يا بنتي … استعقدى!”
الاعتقاد
هذه الكلمة الخطيرة … كيف عرفت هذه السيدة البسيطة أنها أساس كل شئ يحدث لنا في الحياة؟
لم تقرأ الجدة كتب علم النفس، ولم تحضر محاضرات التنمية البشرية ولا علوم الطاقة … كيف عرفت؟
هل كانت علي علم بالتجارب الطبية التي يعطي فيها المريض حبوب النشا، فيتعافي من مرضه؛ لأنه أعتقد أنه دواء جديد وفعال …
أم المرضى الذين أوهمهم الأطباء بإجراء عملية جراحية لهم فتختفي آلامهم الجسدية وتتغير حياتهم.
في جلساتي مع عميلاتي … وبالعمل معهم … دائمآ ما يصدموا، بأن أكثر ما يعانون منه، ليس ما يجدوه من حولهم … بل ما هو راسخ في عقولهم …
الأشخاص الذين يظهرون بنفس الرسالة طوال الوقت … تكرار الفشل … مخاوفهم … أحزانهم …
كل ذلك ورائه – “معتقد”.
حتي وإن غيروا أفعالهم وهم محتفظين به … لن يحدث أي تغيير … التغيير الحقيقي بتغييره هو … فيتغير العقل ويتهيأ الجسد، وينتظم التفكير والسلوك … لتتحقق النتيجة … ويتحرك العالم وتحدث المعجزات …
لقد أدركت الجدة أن الفعل وحده لا يكفي …
ما وراء الفعل هو الأهم …
وقد كانت على حق … فقد حدثت المعجزة.
اهداء إلي روح جدة زوجي
السيدة الرائعة الجميلة المفعمة بالأنوثة حتي آخر يوم في عمرها …
نعم، فليس للأنوثة عمر …
كنت محظوظة أن التقيت بك …



