أصول الروشنة

كامالا هاريس – مرشحة الرئاسة الأمريكية لعام 2024

الكل يعلم أن كامالا هاريس هي المرشحة للرئاسة الأمريكية لعام 2024، ولكن لا يعلم الكثير عن تفاصيل حياتها الشخصية والمهنية. وعندما قرأت عن نشأتها وجذورها، لفت إنتباهي تعلقها بأمها، وتأثرها بها؛ لأنها لم تكن أما عادية، بل كانت ناشطة حقوقية وباحثة علمية.

وشغلت كامالا هاريس مناصب سياسية هامة جدا، مكنتها من تحقيق إنجازات سياسية خاصة بها، وعندما عملت نائبة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، تمكنت من أن تضع لنفسها سياساتها الخاصة داخليا وخارجيا. وبسبب شهرتها الواسعة، استطاعت أن تكون شخصية عامة يقيمها المجتمع الأمريكي. وأكثر شيء جذب إنتباهي عندما قرأت عن حياتها الخاصة هو علاقتها ببنات زوجها ورفضها لقب زوجة الأب.

نشأة كاملا هاريس وجذورها

ولدت كامالا هاريس في أوكلاند، بولاية كاليفورنيا، لوالدين مهاجرين: الأم هندية والأب من جامايكا. وانفصل والديها عندما كانت صغيرة جدا في السن، وانتقلت هي وأختها الصغيرة مايا للعيش مع أمهما، التي كانت تدين بالديانة الهندوسية.

وتأثرت كامالا بأمها كثيراً نتيجة لإقامتها الدائمة معها؛ ولأن أمها كانت باحثة وناشطة حقوقية، حيث تعلمت منها الكثير من الدروس، واستفادت منها. ووصفت كامالا أمها قائلةً: “لقد كانت قوية وشجاعة ورائدة في الكفاح من أجل صحة المرأة. “وقالت عنها أيضاً في تربيتها لها ولأختها:” لقد علمتنا ألا نشتكي أبدا من الظلم، بل أن نفعل شيئا لنغيره ونقضي عليه.”

وتأثرت كامالا بتراثها الهندي، ورافقت والدتها في زياراتها إلى الهند، ولكن حرصت والدتها، أيضاً، على إدماجها هي وشقيقتها في ثقافة أوكلاند السوداء. وحيث أن كامالا لم تنس كامالا جذورها الجامايكية، فقد تربت هي وأختها لتصبحا امرأتين سمراوين واثقتين من نفسيهما.

ودرست كامالا في جامعة هاورد الأمريكية، وهي واحدة من الجامعات الأمريكية المعروفة تاريخيا للطلاب ذووي الأصول الإفريقية، ودرست أيضا في جامعة كاليفورنيا وحصلت على الدكتوراة في القانون عام 1989. وقالت كامالا أن تعليمها قد مكنّها من لعب دور حيوي في المجتمع، خاصة فيما يتعلق بهويتها كإمرأة ذات بشرة داكنة، حيث قالت:” نعلم جيدا أن إنحدارنا من سلالة العبيد السود الذين جاءوا بسبب الاستعمار، يضع على عاتقنا مسؤولية لعب دور حيوي في المجتمع، بالإضافة لكوننا متعلمين، فهذا التعليم يمنحنا مكانة خاصة في المجتمع لإحداث تغيير جذري.”

 

إنجازات كامالا هاريس السياسية

طيلة حياتها المهنية، شغلت كامالا هاريس مناصب هامة، فعملت محامية، ومدعية عامة، وعضو في مجلس الشيوخ، وأخيرا نائبة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدين، وتسعى الآن لتصبح أول إمرأة تشغل منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد استغلت كامالا مناصبها الحساسة لتثبت وجودها من خلال تحقيق إنجازات في العمل السياسي؛ ولأنها امرأة، فقد اهتمت بحقوق المرأة وسعت لإلغاء القوانين التي تحرم حق المرأة في الإجهاض، واعتبرت حق الإجهاض حرية شخصية.

وحرصت على وضع عقاب قانوني للآباء الذين يحرمون أبناءهم من الذهاب إلى المدرسة عن عمد، وحرصت أيضا على حماية البيئة، ووضع آلية لمعاقبة الشركات المسؤولة عن تلويث البيئة وتسريب النفط، فغرمتهم ملايين الدولارات.

وحرصت على تقليل الضرائب على الطبقات العاملة والمتوسطة، وحاربت الجرائم الإلكترونية، ونادت بحقوق المهاجرين، وعملت على محاربة الهجرة غير الشرعية، ونادت بحقوق الشواذ وأقرت بزواج المثليين. وبالرغم من أنني شخصيا ضد الشذوذ وزواج المثليين، إلا أنني لابد أن أذكر دعمها للمثليين؛ لأنها خطوة مميزة في مشوارها السياسي.

 

سياسات كامالا هاريس الداخلية والخارجية

وعندما عملت نائبةً لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، كان لها مواقفها السياسية في الداخل والخارج. فبالنسبة لمواقفها السياسية الداخلية فيما يخص الإقتصاد، شملت تشريعاتها الإقتصادية الإستثمارات فيما يخص البنية التحتية والطاقة الخضراء، وكانت النتيجة أنه تم خلق فرص عمل للأمريكيين بشكل قوي ومؤثر، وإن ظلت مشكلة التضخم المالي وأيضا مشكلة أسعار الفوائد المرتفعة التي تضر بميزانية المواطن الأمريكي قائمة.

وبالنسبة للصحة العامة، فقد دعمت وساندت كامالا هاريس التوسع في برامج الرعاية الصحية الممولة من القطاع العام الحكومي في الولايات المتحدة الأمريكية، لرعاية كبار السن والشباب ذوي الإعاقة والفقراء. كما كان لها دور إيجابي في محاربة الجريمة داخل المجتمع الأمريكي، وتخصصت في قضايا الإعتداء الجنسي على الأطفال، وذلك منذ بداية عملها القانوني عندما عملت مدعية عامة لولاية كاليفورنيا.

أما بالنسبة لسياساتها الخارجية، فقد عارضت بشدة حرب روسيا على أوكرانيا، وللأسف تساند كامالا هاريس حرب إسرائيل على غزة، وتصف الحرب بأنها حرب مع حماس. وأعلنت دعم أمريكا لإسرائيل عسكريا دون شروط في هذه الحرب، وعارضت فكرة حظر الأسلحة عن إسرائيل. ولكنها نادت بوقف إطلاق النار وأعربت عن قلقها من الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الفلسطينيون، وطالبت إسرائيل بإنهاء هذا الصراع والوصول إلى اتفاقية لتحرير الأسرى.

 

صورة كامالا هاريس العامة

في ظل هذا التاريخ المهني الحافل بالمناصب السياسية الهامة التي شغلتها كامالا هاريس، أصبحت شخصية عامة، حيث تبلغ شهرتها نسبة %94، بل أنها شخصية محبوبة لدى الشعب الأمريكي، حيث تبلغ شعبيتها نسبة%49، وتبلغ نسبة من يكرهونها %32، أما نسبة من يتقبلونها بشكل حيادي فتبلغ %13.

 

حياة كامالا هاريس الشخصية

أما كامالا هاريس الإنسانة، فهي حالياً زوجة لمحامي أمريكي يدعى دوجلاس إيمهوف، لديه ابنتين من زواج سابق هما: كولي وإيلا. وعلاقة كامالا ببنات زوجها ممتازة، لدرجة أنها تكره لقب زوجة الأب، وإتفقت مع الإبنتين أن ينادونها باسم “مامالا”، وهو مزيج ما بين “ماما” و” كامالا”. وهذا أكثر شيء لفت نظري في حياتها الشخصية، أما باقي تفاصيل حياتها فهي عادية جداً. فلديها أخت إسمها مايا، تعمل محامية ومحللة سياسية، وزوج أختها يدعى توني ويست، وهو المستشار العام لشركة أوبر، وإبنة أختها تدعى مينا هاري، وهي مؤسسة حملة العمل النسائي الهائل.

وبذلك، فإن كامالا هاريس ليست مجرد مرشحة لرئاسة الجمهورية، ولكنها إمرأة ذات باع طويل في العمل السياسي، فكانت أول إمرأة سمراء تتولي منصب نائب الرئيس، وأول إمرأة سمراء تكون عضوة بمجلس الشيوخ الأمريكي.

وإذا تم انتخابها رئيساً، ستكون أول إمرأة أمريكية تتولى رئاسة الولايات المتحدة الامريكية.

وكانت نشأتها وجذورها سبباً في وصولها إلى ما هي عليه اليوم، وعندما تولت مناصب سياسية هامة، أثبتت وجودها بما حققته من إنجازات.

وتجلت مواقفها السياسية من خلال سياساتها الداخلية والخارجية. وأصبحت شخصية عامة شهيرة في المجتمع الأمريكي، وهناك من يحبها وهناك من يكرهها، وهناك من يتعامل معها بحيادية شديدة.

أما حياتها الشخصية، فليس هناك ما يثير الدهشة، فحياتها عادية جداً والشيء الوحيد الملفت للنظر هو علاقتها ببنات زوجها.

بواسطة
مي متولي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى