رمضانياتكنوز تراثية

قصة سيدنا آدم عليه السلام

(1)

خلق الله – سبحانه وتعالى – آدم من طين، ونفخ فيه من روحه، وعلمه أسماء جميع المخلوقات، وخلق حواء من ضلعه، كي يأنسا معاً، وأسكنهما الجنة؛ لينعما بكل مافيها، وأمرهما بعدم الاقتراب من شجرة واحدة.

ثم أمر الملائكة بالسجود لآدم، فسجدوا جميعا إلا إبليس، متعللا أنه خير من آدم؛ لأنه خلق من نار.

وسوس إبليس لآدم أن يأكل من الشجرة، مقنعا إياه أنها شجرة الخلد، فأخرجهما الله من الجنة، وأنزلهما إلى الأرض، ثم قبل توبتهما، وأمرهما بالالتزام بالهدي الإلهي “قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل و لا يشقى” (طه: ١٢٣).

وتم طرد إبليس من الجنة، فأقسم على غواية بني آدم. وحذر الله تعالى آدم من إبليس، وقال له “إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين” (الحجر: ٤٢).

وعاش آدم وحواء على الأرض، وأصبح لهما ذرية كثيرة، وحين حانت لحظة وفاته حضر الملائكة فقبضوا روحه وغسلوه وكفنوه، ثم صلى عليه جبريل عليه السلام والملائكة، ووقف بنو آدم خلفهم، ثم دفنوه، فأصبحت تلك سنة بني آدم في موتاهم.

الدروس المستفادة من قصة آدم:

١- ميز الله تعالى بني آدم بالعلم، ووصانا بالتسلح بالعلم والإيمان، “يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات” (المجادلة:١١).

٢- كرم الله آدم وذريته وأمر الملائكة بالسجود له، فحفظ الكرامة واجب؛ لأنها منحة من الله لا ينبغي التفريط فيها.

٣- العبادة لا تكون لغير الله، وسجود الملائكة لآدم سجود تقدير وليس سجود عبادة.

٤- الوقوع في الخطأ عن سهو أمر وارد، و لكن لا يجوز  أن نرتكب الذنوب استكبارا مثلما فعل إبليس، وعلينا ألا نيأس من رحمة الله، وقد فتح لنا باب التوبة والرجوع إليه، “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم” (الزمر: ٥٣).

٥- المحافظة على النعم التي وهبنا الله إياها وشكر الله عليها يديمها “لئن شكرتم لأزيدنكم و لئن كفرتم إن عذابي لشديد” (إبراهيم:٧).

 

ولنا في قصص الأنبياء عبرة

بواسطة
صفية حمودة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى