
قصة النبي لوط عليه السلام
النبي لوط هو إبن هارون، شقيق النبي إبراهيم عليه السلام. نشأ في الأردن وكلفه الله بدعوة قومه للعودة لطريق الحق وطاعة الله تعالى، والكف عن الخطايا والمحرمات، التي كانوا يمارسونها، فقد كانوا يقطعون الطريق على المسافرين وعابري السبيل، كما كانوا يرتكبون جريمة اللواط، ويأتون الرجال شهوة من دون النساء.
ويقال أنهم كانوا يمتلكون الكثير من البساتين المثمرة، فلما أصابهم قحط، قرروا منع الثمار عن كل من يمر ببلادهم، وذلك بارتكاب الفاحشة معهم. وزين لهم الشيطان هذا الفعل الشنيع فاستمروا عليه.
دعاهم لوط عليه السلام للتوبة وطاعة الله تعالى لكنهم لم يستجيبوا له، ولم يؤمن به سوى أهل بيته عدا زوجته، حتى أنه شعر باليأس ودعا الله أن يهلكهم. وذات يوم حل ثلاثة رجال على بيت لوط وطلبوا منه ضيافتهم، فشعر لوط بالحرج، واضطر أن يصارح ضيوفه، ويخبرهم أن قومه من أسوأ البشر، لكنهم أصروا على البقاء.
اقترح لوط أن ينتظروا حتى حلول الليل لكي لا يراهم أهل قريته. وبالفعل نجح لوط في اصطحابهم إلى منزله خفية، ولكن زوجته رأتهم وسارعت بنشر الخبر. جاء أهل القرية مسرعين إلى بيت لوط، الذي حاول صرفهم واقترح عليهم أن يزوجهم بناته، لكنهم أصروا على موقفهم، وبدأوا يحاولون تحطيم باب المنزل.
إضطرب لوط وصرخ قائلا: لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد. وهنا أخبره الضيوف أنهم ملائكة أرسلهم الله. أثناء ذلك اقتحم القوم منزل لوط، ولكن طمس الله تعالى أعينهم، وأمر الملائكة لوط بالخروج من القرية مع أهله عدا امرأته.
وأخبروهم أنهم سوف يسمعون أصواتا تزلزل الجبال، وعليهم ألا يلتفتوا خلفهم، حتى لا يصيبهم العقاب الشديد الذي سوف يصيب القوم الفاسدين. ومع شروق الشمس أمطرت السماء حجارة، وهلكت القرية بكل من فيها وما بها من بشر وحيوانات.
الدروس المستفادة من قصة لوط عليه السلام:
– مخالفة التعاليم السماوية والخروج عن الفطرة السليمة يوجب العقاب الشديد.
– تحولت قرية قوم لوط من مكان غني بالبساتين والثمار إلى بحيرة ميتة لتكون عبرة للأجيال اللاحقة.
– الأديان السماوية تدعو إلى مكارم الأخلاق، ومنها البعد عن المحرمات، وإكرام الضيوف وعابري السبيل.
ولنا في قصص الأنبياء عبرة …