
أرسل الله تعالى النبي صالح لهداية قوم ثمود الذين كانوا يعبدون الأصنام، فدعاهم إلى عبادة الله وحده، ونبذ الأصنام، ولكنهم أصروا على ضلالهم، بل كذبوه واتهموه تارة بالجنون وتارة بالسحر. كرر صالح محاولة إقناعهم بالحق فطلبوا منه معجزة تدل على صدقه، وهي أن يخرج لهم ناقة من إحدى الصخور، ناقة بمواصفات خاصة صعبة الوجود.
دعا صالح ربه فحدثت المعجزة، وخرجت الناقة من الصخرة بنفس الصورة التي اشترطوها. ورغم تحقق تلك المعجزة، آمن عدد قليل منهم بعد خروج الناقة، بينما ظل معظمهم مشركين. طلب صالح من قومه أن يتركوا للناقة حرية الرعي في أرضهم كما تشاء، وأن يتم التناوب على الشرب من ماء البئر يوما للناقة، ثم يوما لهم على التوالي. وفي اليوم المخصص لها للشرب، يتناول القوم كل ما يكفيهم من لبنها.
بعد فترة بدأ القوم يتذمرون من الناقة؛ لأنها تشرب مقدار كبيراً من الماء، واقترح بعضهم ضرورة التخلص منها وقتلها. بالفعل تم قتل الناقة، وشاهد ولدها ما حدث ففر إلى الجبال ورغا ثلاث مرات، فأدرك صالح أن عقاب الله تعالى سوف يحل بهم بعد ثلاثة أيام.
في اليوم الأول اصفرت وجوههم، وفي اليوم الثاني احمرت وجوههم، ثم في اليوم الثالث اسودت وجوههم. وفي صبيحة اليوم الرابع جلسوا ينتظرون النهاية بعد أن تحقق كل ما حذرهم منه صالح. و جاءتهم صيحة من السماء من فوقهم، ورجفة شديدة من أسفلهم، و تم القضاء عليهم ..
الدروس المستفادة من قصة النبي صالح:
– العاقل هو من اتبع الهدى حتى وإن تحمل في سبيل ذلك الكثير من العناء والمشقة.
– سر في طريق الإيمان والفلاح حتى وإن قل الرفاق، وابتعد عن طريق الضلال مهما كثر مريدوه.
– مخالفة التعاليم السماوية، والاستهزاء بوصايا الأنبياء، يؤدي إلى زوال النعم ويعجل بسوء الخاتمة.
– الطمع يورث الندامة فقد خصص لقوم ثمود أيام يشربون فيها من البئر، كما كانوا يشربون من حليب الناقة في الأيام المخصص لها للشرب من البئر، فلما سولت لهم أنفسهم التخلص منها للانفراد بماء البئر، فقدوا حليب الناقة وفقدوا رغد العيش، وحل بهم العقاب العادل.
ولنا في قصص الأنبياء عبرة



