
﴿واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار﴾ “سورة ص: ٤٨”
النبي اليسع هو أحد أنبياء بني إسرائيل من ذرية يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم جميعا السلام. بدأت بعثته في بلاد الشام بعد وفاة النبي إلياس عليه السلام، فسار على منهجه و شريعته، واتصف بالحكمة والعلم الواسع والسعي الدائم لطلب الحق.
كعادة بني اسرائيل، كانوا قد ارتدوا عن الدين الحق بعد وفاة النبي إلياس، وتمادوا في الكفر وارتكاب الخطايا، وكأن أحدا لم يبلغهم الرسالة من قبل، وظهر فيهم عدد من الملوك الجبارين الذين كانوا يحاربون الأنبياء ويضطهدون من يؤمن بهم.
في غمار ذلك الضلال، بدأ اليسع جهاده مع القوم، فكان يدعوهم لعبادة الله والابتعاد عن الشرك، ويحذرهم من عقاب الله تعالى، لكنهم لم يستجيبوا له، بل كانوا يعارضونه ويحاربونه. فازداد إصراره على توجيههم وهدايتهم، وكان يحاول أن يوضح لهم أخطاءهم وأن يساعدهم على السير في طريق الصواب، فلم يزدهم ذلك إلا نفورا منه وكراهية له ورغبة في القضاء عليه والتخلص منه. واستمر اليسع في دعوته إلى أن توفاه الله تعالى.
الدروس المستفادة من قصة النبي اليسع عليه السلام:
– رغم كثرة عدد الأنبياء الذين بعثوا لهداية بني إسرائيل، إلا أنه لم يؤمن منهم الكثيرون، وكانوا سرعان ما يرتدون عن الدين بمجرد وفاة الأنبياء. والواقع أن الأنبياء مأجورون على البلاغ وليس على النتيجة. ولقد خاطب الله عز وجل الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في القرآن الكريم في سورة البقرة: ﴿ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء﴾ “البقرة:٢٧٢”. وأيضا ﴿إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء﴾ “القصص: ٥٦”. إذن ما على الرسول إلا البلاغ.
– يؤدي ابتعاد الناس عن الدين وارتكابهم المعاصي إلى انتشار الفساد ثم يحل عليهم غضب الله سبحانه وتعالى وعقابه.
– الرسل والأنبياء يحملون لواء الدعوة إلى الله ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويجاهدون في سبيل نشر الدعوة وإعلاء كلمة الحق، ويتحملون الكثير من المصاعب، ويصبرون على الأذى من أجل أداء ما كلفهم به الله تعالى على الوجه الأكمل مهما كانت المشقة والمعاناة.
ولنا في قصص الأنبياء عبرة …