رمضانياتكنوز تراثية

قصة النبي إسحاق عليه السلام

إسحاق هو الابن الثاني لسيدنا إبراهيم، وهو شقيق إسماعيل، عليهم جميعا السلام.

كانت السيدة سارة، الزوجة الأولى لإبراهيم، لا تنجب وطالما تمنت أن يكون لها ولد. ومع مرور السنين، بدأت تفقد الأمل، ثم جاءت الملائكة بالبشرى لزوجها بغلام. كان الأمر بمثابة معجزة للزوجين، بعد أن تعدى إبراهيم المائة عام، وبعد أن بلغت سارة التسعين من العمر.

تعجبت سارة وتساءلت: كيف ألد وأنا عجوز، وهذا بعلي شيخا؟ إن هذا لشيء عجيب. وامتلأ قلب إبراهيم بالسرور، وتوجه إلى الله عز وجل بالحمد وقال: الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق، إن ربي لسميع الدعاء.

كانت تلك مكافأة الله تعالى للنبي إبراهيم على صدق دعوته لقومه لعبادة الله وحده، وإيمانه القوي في وقت الشدة، وطاعته الكاملة لله تعالى. كان إسحاق غلاما صالحا، بارا بوالديه، وكان جديرا بحمل رسالة الدعوة بعد أبيه وأخيه.

تميز إسحاق بمكارم الأخلاق، ووصفه القرآن الكريم أنه من أولي الأيدي والأبصار، ومن المصطفين الأخيار. أرسله الله لدعوة قومه في الشام، فأدى المهمة على خير وجه، واجتهد في نشر الدعوة.

أوصاه والده أن يتزوج من أقاربه عن الأب، فنفذ الوصية وتزوج إبنه إبنة عمه. و عندما اكتشف أنها لا تلد، توسل إلى الله تعالى بالدعاء ليرزقه الذرية الصالحة. وبالفعل أنجبت زوجته توأم من الذكور، هما العيص ويعقوب.

عاش إسحاق يدعو قومه حتى توفي، وهو يبلغ مائة وثمانين عاما، ودفن في فلسطين. ويحدثنا رسولنا الكريم محمد (ﷺ) عن سلالة إبراهيم عليه السلام المباركة، فيقول عن يوسف عليه السلام: “هو الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم”. ولذلك سمي إبراهيم أبو الأنبياء، فقد جاء من نسله كل من إسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف ومن بعدهم موسى وهارون.

الدروس المستفادة من قصة النبي إسحاق:

– المؤمن الحق يتقبل كل ما تحمله له الأقدار بكل رضا و يقين، وأن الخير فيما اختاره الله عز و جل. وقد منح الله الذرية الصالحة، بعد طول انتظار، لكل من سيدنا إبراهيم وزوجته سارة، وأيضا النبي إسحاق وزوجته. وكافأهم بذرية مباركة من الأنبياء والصالحين.

– الإيمان بالله وطاعته والالتزام بتعاليم الدين يجعل الإنسان قريبا من الله تعالى، وقادرا على تخطي الصعاب والفوز بثمار الصبر الجميل، ويجعله مستجاب الدعاء.

 

ولنا في قصص الأنبياء عبرة …

بواسطة
صفية حمود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى