
صاحبة المهام المتعددة
نتساءل كثيراً، ما هو الدور الفعلي للمرأة؟ وما دور المرأة العربية بشكل خاص؟ وهو سؤال نطرحه عسى نفهم بشكل أفضل ما المطلوب مننا، والأهم من ذلك، إن كان هذا فعلاً ما نريده!
فعلى مدار التاريخ لعبت المرأة أدواراً مختلفة، تشابه بعضها في مختلف المجتمعات. فالمرأة هي الابنة والزوجة والأم، وفي بعض المجتمعات هي التي تعيل الأسرة. نعم – لا تندهشوا! ففي بعض الثقافات نجد أن المرأة هي التي تخرج إلى العمل، فهي – على سبيل المثال – التي تعمل في الحقل، وتزرع، وتحصد، بينما يستمتع “شريك حياتها” بدفء البيت. وينتظر منها أن ترعى كل أفراد أسرتها الصغيرة، بل وأسرتها الكبيرة وأسرة زوجها أيضاً بعد زواجها – وهو أمر مفترض ومتوقع.
وعندما تطورت المجتمعات وتعقد بناؤها، ازدادت احتياجات الأسرة، فأمست المرأة مسئولة عن ادارة شئون البيت. وتتضمن مهامها اليومية الخروج لشراء احتياجات المنزل وضرورياته، وإعداد الوجبات، وتنظيف المنزل وحجراته، وغسيل ملابس أفراد الأسرة، والحفاظ على نظافة أدوات المطبخ، ومفارش السفرة، وأغطية الأسرة. وأراهن أنها تؤدي كل هذه المهام بالكثير من الرضاء!
ومؤخراً تحولت المرأة إلى مساعدة المدرس، فهي التي تشرف على واجباتهم المدرسية، وتحل في أحيان كثيرة أيضاً محل سائق باص المدرسة، فهي التي تقوم بتوصيل الأبناء، وهي التي تصحبهم إلى الأنشطة ما بعد المدرسية وفي نهاية الأسبوع. وأراهن أنها تؤدي كل هذه المهام بالكثير من الإرضاء!
والسؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه، هل تحظى المرأة بالتقدير الذي تستحقه عما تقوم به؟ حتى وإن كانت تؤدي هذه المهام دون أن تتوقع أي تقدير، وإنما بتحقيق رضاء ذاتي، إلا أنه، ولا شك، أمر محمود أن تحظى ببعض المجاملات التي تعبر عن الامتنان.
والسؤال الآخر الذي يطرح نفسه، هل تشعر المرأة بالقناعة والانجاز في اطار هذا الدور الجندري الذي صبها فيه المجتمع ويتوقع منها الاسهام الأساسي من خلاله؟ هل يترك للمرأة أي اختيار أو حرية لتمد أجنحة طموحها إلى ما وراء جدران بيتها، لتصبح فرد فعال في أي مجال آخر قد تبدع فيه أو تحبه؟
لا شك أن المرأة العربية قد اتخذت خطوات كثيرة نحو تحقيق طموحاتها وتطلعاتها، سواء التعليمية أو المهنية. إلا أن أية قيود قد تفرض على هذه التطلعات سوف تمثل ضرراً عليها وعلى أسرتها بل وعلى المجتمع بأسره!
وهذا هو الواجب الذي يقع على عاتق كل فرد منا – منح المرأة ما تحتاجه من دعم وتشجيع، فهذا هو مسار الأمم التي تصبو إلى الارتقاء والتقدم!