العلاقات الأسريةأصول الروشنة

سن الزواج

ماهو سن الزواج؟ تراث، لا أعلم متى بدأ، بأن هناك سن معين لزواج البنت خصوصا، وليس الولد، ويندرج ضمن الاختراعات المجتمعية الغريبة.

إختراع فارق السن بين الرجل والمرأة في الزواج، ووجوب أن يكون الفارق من اول سبع سنوات، وربما من عشر سنوات، وهناك من يطالب بفرق أكبر من هذا بكثير. فبعض الرجال، أو نسبة كبيرة منهم، يحبون الزواج بالفتيات الصغيرات، ويكون عمره ضعف عمرها.

قديما لم نكن نسمع بتحديد لسن الزواج، وفى الروايات القديمة في التاريخ، تزوج فلان إبن فلان، بفلانة إبنة فلان. ولم يذكر إطلاقا السن أو الفرق بينهم في العمر، فكان الرجل يطلب المرأة التي تعجبه، دون النظر لهذا الأمر، ويتزوج منها، مثلا للمصاهرة مع أحد معارفه، أو تكون من أقاربه، ويطلبها لحسبها أو مالها أو دينها – مقالش لسنها أبدا! وبالتالي كان الزواج من الشريك المناسب دون ذكر العمر إطلاقا؛ لأنه لم يكن ذو أهمية فى تلك الأزمنة.

وأيضا أن لا يتزوج الشاب المقبل على الزواج إلا من بنت بنوت، وإذا تجرأ وطلب الزواج من مطلقة وأرملة، تقوم الخلافات، ويرفض الجميع الفكرة: إيه؟! تتجوز واحدة مطلقة ليه؟؟ عايز تتجوز أرملة؟ هو إنت واقع؟؟  تآخد واحدة بعيالها ليه؟؟ إنت لازم تآخد بنت متجوزتش قبل كده!! وكأن هذا قانون فى الزواج.

قديما كان الرجل يتزوج المرأة بظروفها، سواء كانت أرملة أو مطلقة، فهذا لا ينتقص منها شيئاً، بل ولها كافة الحقوق. والدليل أن الرسول عليه الصلاة والسلام أعطانا في حياته درسا في هذا الشأن، لا يلتفت إليه معظم الرجال؛ لأنه مش على هواهم.

الرسول الكريم تزوج من السيدة خديجة، والتي كانت تكبره بـ15 عام. لم يقل إنها كبيرة، وبحث عن بنت صغير ليتزوجها.  والرجال الآن كل منهم يبحث عن فتاة صغيرة في العمر، بحجة أنه سن مناسب للإنجاب، وأن المرأة تنضج قبل الرجل، إلى آخر هذه الخزعبلات.

وأيضا كانت  السيدة خديجة متزوجة قبله مرتين، فلم يعترض ويقول: لأ انا أريد بنت بنوت، ولم يهتم لهذا الموضوع. ومجتمعنا الآن يضع سن للزواج بين الرجل والمرأة لنفس المبررات – الست بتكبر قبل الرجل وتعجز. لازم تكون صغيرة علشان تتحمل الحمل والرضاعة، إلى آخر المبررات المخترعة.

وإذا إنفصل الرجل يبحث عن عروسة لم يسبق لها الزواج، وتكون صغيرة، حتى لو كان هو كبير، وعنده أولاد، بينما تضطر المرأة لقبول الزواج من أي رجل كبير في السن أو مطلق أو أرمل.

أتمنى أن تختفى هذه الخزعبلات من مجتمعنا، ونفكر بعقولنا جيدا. لا يوجد شئ يعيب المرأة غير أخلاقها فقط! وكذلك الرجل.

يعنى لا سن ولا شكل ولا حالة مادية.

بواسطة
نجوى نصير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى