
سكر الحمل
فترة الحمل تعتبر من أهم الفترات التى تمر بها المرأة، والتى تستلزم منها استعدادات صحية ونفسية كثيرة. ورغم الإهتمام البالغ الذى توليه النساء للحفاظ على صحتهن فى تلك الفترة الهامة، إلا أن الدراسات أثبتت أن من 2% إلى 3% من النساء الحوامل يظهر لديهن مرض السكرى أثناء فترة الحمل، رغم عدم إصابتهن بهذا المرض قبل الحمل.
فما السر وراء هذا المرض؟ ما هى أسباب ظهوره؟ و كيف يمكن السيطرة عليه؟
أولا: ما هو سكر الحمل؟
هو حالة يظهر فيها أعراض مرض السكر، مثل إرتفاع مستوى السكر فى الدم، رغم توافر هرمون الإنسولين بالجسم، ذلك بسبب الهرمونات التى تفرزها المشيمة مثل هرمون الإيستروجين وهرمون الكورتيزول، والتى تعطل عمل هرمون الإنسولين، أى تجعل خلايا الجسم لا تستجيب لهرمون الإنسولين.
وهذه الحالة تسمى “مقاومة الإنسولين”، لذلك لا يستطيع الجسم التعامل مع جزيئات السكر بصورة صحية، ونتيجة لذلك تبدأ أعراض مرض السكر فى الظهور على المرأة الحامل بداية من الأسبوع ال24 من الحمل، خاصة مع زيادة حجم المشيمة، والذى يترتب عليه زيادة كمية الهرمونات التى تفرزها المشيمة. لكن تلك الأعراض تختفى بعد الولادة.
ثانيا: ما هى أثار سكر الحمل على الأم والجنين؟
يجب سرعة التعامل الصحى مع سكر الحمل وعدم التهاون به؛ لأنه يشكل خطرا على صحة كل من الأم والجنين، نتيجة ما قد يسببه من مضاعفات صحية مثل:
مضاعفات على صحة الطفل:
- زيادة حجم الطفل عن الطبيعى
- تعثر الولادة
- ظهور عيوب خلقية بالجنين
- نقص مستوى الكالسيوم بالدم لدى الطفل
- زيادة معدل الصفراء
مضاعفات على صحة الأم:
- تعثر الولادة
- تعرض حياة الأم للموت
وقد تبين أن 35% الى 50% من النساء اللاتى يصبن بمرض سكر الحمل يتعرضن للاصابة بمرض السكرى خلال 15 عاما بعد الولادة.
ثالثاً: من هن النساء الأكثر عرضة للإصابة بمرض سكر الحمل؟
هناك عدة عوامل تساعد على ظهور مرض سكر الحمل لدى النساء، وتزيد من نسبة خطر الإصابة به، وهى:
- السمنة
- تارخ العائلة المرضى (أى أن أحد أفراد عائلة الأم مصاب بمرض السكر)
- السن المتقدم للأم
- النساء اللاتى يعانين من مقاومة الأنسولين
رابعاً: كيف يمكننا السيطرة على سكر الحمل؟
يجب سرعة اللجوء للطبيب المختص لتحديد الخطة العلاجية المناسبة لكل امرأة بحسب حالتها الصحية وإستجابة جسمها، ولكن يمكننا تقديم بعض النصائح التى تساعدك إذا كنتِ تعانين من مرض سكر الحمل، وهى:
- يجب الحد من تناول النشويات بقدر الإمكان حتى نخفف كمية السكر التى تشكل عبئاً على الجسم.
- يفضل الإلتزام بممارسة رياضة متوسطة، مثل المشى بشكل منتظم، لزيادة معدل الحرق بالجسم وتحسين إستجابة الخلايا لهرمون الإنسولين.
- متابعة معدل السكر بالدم بشكل يومى.
التزامك بالخطة العلاجية التى يحددها الطبيب، وإتباعك لما ذكرناه من نصائح، يساعدك على تجاوز هذه الفترة الحرجة بسلام والحفاظ على صحتك وصحة جنينك.




