أصول الروشنةراحة بالك

تحويل الضغوط إلى دوافع للإنجاز

كثير من النساء فى مجتمعاتنا العربية يحملن على أعتاقهن مسئوليات جمة، ما بين اجتماعية وعملية مما يعرضهن لمواجهة العديد من الضغوط التى قد تحط من عزائمهن و تعرضهن للإحباط.

و لكن ماذا لو إستطعن أن ينظرن إلى تلك الضغوط نظرة جديدة، من منظور مختلف، تجعل من هذه الضغوط دوافع ترفعهن فوق تحديات الحياة بدلا من أحمالٍ تغرقهن بالهموم؟!

دعونا نحلل بعض تلك الضغوط المعتادة، وننظر إليها من وجهة أخرى غير تلك التى إعتدنا أن نراها من خلالها، لنعيد إكتشاف أنفسنا من جديد.

أول هذه الضغوط هو ضغط ” الواجب”

فكثيرا ما تنظرالمرأة إلى المسئوليات التى تتحملها على أنها واجبات إلزامية مجبرة على إتمامها، وهذا الشعور بالإلزام هو شعور محبط للنفس؛ لأنه يشعرها أنها مقيدة، وليست مخيرة، وهذا غير صحيح، وغير حقيقى!

فالمرأة التى تتحمل مسئولية أولادها، مثلاً، هى التى اختارت أن تهتم بأولادها بدافع الأمومة وحبها لأولادها، وإيثارها هذا ما يجعلها تختصم من وقت راحتها لتلبية إحتياجات أسرتها، ولولا ذلك الشعور داخلها لما حملت نفسها تلك الأعباء.

لذا يجب على المرأة أن تنظر لهذه الضغوط التى تواجهها على أنها أوسمة شرف تدل على أمانتها وجدارتها فى تحمل المسئولية، التى لم تتهرب منها تحت أى مسمى مثل ما يفعل الكثيرون.

ثانيا: ضغط “عدم التقدير”

كثيرا ما تصطدم النساء المكافحات فى الحياة بإنتقادات ظالمة ممن حولهن أو محاولات للتهميش أو تقليل لقيمة ما يقدمنه من عطاء أو ما يبذلنه من مجهود، الأمر الذى يصيبهن بالإحباط الشديد الممزوج بالغضب والمرارة، مما يؤثر سلبا على صحتهن النفسية. وهذه المعاناة النفسية قد تصل إلى حد المرض النفسى أو الجسدى إذا إستمرت على مدى طويل.

لكن ماذا لو نظرت تلك النساء المكافحات إلى هذه الإنتقادات الظالمة على أنها علامة نجاح، بل وتفوق فى بعض الأحيان؟!

و أنها علامة ترشدهن لتعديل أهدافهن التي تنصب عادة على إرضاء الناس، وإعادة ترتيب أولوياتهن لتحقيق أهدافهن دون الإلتفات لوجود الداعمين من عدمه.

أو ماذا لو استخدمن تلك الإنتقادات ومحاولات التهميش والتقليل، فرصة للتحدى واكتشاف قدراتهن، واثبات كفائتهن؟

و بدلا من الإنغماس فى تلك المشاعر السلبية، على النساء أن يستجمعن شجاعتهن ويشحن طاقتهن لإثبات كذب تلك الإدعاءات التى تطالهن، واثبات قدراتهن على تحقيق ما يطمحن إليه.

الضغط الثالث: ضغط ” المفروض”

لازالت المرأة فى مجتمعاتنا العربية تحارب من أجل التحرر من القيود الإجتماعية التى تحاول أن تضع الأشخاص فى قوالب متحجرة، لا تتناسب مع حقيقة أن كل إنسان يرى الحياة بمنظوره بحسب وعيه.

فكثيرا ما تعانى المرأة العربية من محاولات البعض لفرض رؤيتهم الخاصة على حياتها، والتى لا تتناسب مع أفكارها ولا تقدر إحتياجاتها.

فتجد المرأة نفسها تحت ضغط ممن حولها لخوض حياتها بطريقة معينة أو لإختيار إختيارات على غير هواها، مما يدخلها فى صراع بين الخضوع لتلك الضغوط لتطبيق “المفروض” من وجه نظر المجتمع، والتخلى عن أحلامها و طموحاتها ورغباتها، وبين تحقيق ما تصبو إليه نفسها وقناعتها، ومن ثم تحمل إتهام المجتمع لها بالخروج عن التقاليد والأعراف.

هنا يجب على المرأة أن تدرك أننا كبشر مختلفون فى تفكيرنا، ودرجة وعينا، وخبراتنا الحياتية، لذلك كل منا له رؤية تختلف عن الأخر، وهذا الإختلاف علامة تميز وتفرد تدعونا للفخر وليس للخزى.

بواسطة
مها مجدي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى