
بصمات الزمن …
أنت متشوقة لتلتقي بأناس تعرفينهم منذ سنين، ولكن لظروف عدة، منها انتشار الأمراض والأوبئة، والأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي تركت أثرًاً جد سلبيًا على العلاقات الإنسانية المتعارف عليها، تتفاجئين بأمر من إثنين.
أولًا، إما انهم تغيروا حيث العمر والتجارب الحياتية قد تركت بصماتها على الوجوه والأصوات والأفعال، وهذا جد طبيعي! نتفاجأ؛ لأننا ننسى – أو نتناسى – أن الزمن قد مر علينا نحن أيضًا وترك بصماته علينا نحن أيضًا!
أما الأمر الثاني الذي يستوجب التوقف عنده، هو أن هؤلاء الأشخاص لم يتغيروا أبدًا، وكأن الزمن توقف عندهم عند آخر لقاء بهم ومعهم.
فنتساءل: هل هذا طبيعي؟
طبعًا لا!
إن الإنسان الذي لا يتأثر ببصمات التجارب، لا يتعلم ولا يتقدم، فلا تغيير إيجابي أو سلبي!
فنتساءل ثانية: ما هي ردة الفعل المتوقعة والطبيعية للإنسان؟
أن يتجاوب مع مرور الزمن؟
أم وضوح النضوج الفكري؟
أم زيادة المعرفة والمهارات؟
أم اكتساب التواصل المحبب مع العائلة والأصدقاء والجيران والزملاء؟
أم العمق في التفكير وموازنة الأمور الصعبة؟
أم كل هذا، بهدف تسهيل الأمور التي تواجهنا يومًا بيوم!
أما المرأة التي لا تسمح لعامل الزمن والتجارب الشخصية والاجتماعية أن تترك أثرها على بناء شخصيتها وحتى ملامحها، تكون مقاومة للعوامل الطبيعية التي تساهم في بلورة العناصر المكونة لها ولوجودها.
فلندع الزمن يلقي ببصماته علينا بكل وجود حي فينا، فنكبر مع الأيام والأحباء المحيطين بنا، ليشهدوا فينا حكمة بنيناها مع السنين!