
الكولاجين وصحة المرأة
تناولنا في مقال سابق ماهية الكولاجين وأنواع وفوائده في الحفاظ على صحة الجسد، ونتناول في هذا المقال أهمية الكولاجين لصحة الإنسان بصفة عامة، ولصحة المرأة بصفة خاصة.
قد يظن الكثيرون أنه نظراً لأن الكولاجين يساعد على تقليل أعراض التقدم في العمر، أن الوقت المناسب للبدء في تزويد الجسد بالكولاجين – سواء بالتغذية أو المكملات الغذائية أو منتجات العناية بالبشرة – قد تكون في العقد الرابع أو الخامس من العمر، إلا أن أغلب الدراسات تؤكد أن بحلول العقد الخامس للمرأة، يكون جسدها قد فقد قرابة نصف مخزونه من الكولاجين، لذا توجهت الآراء إلى النصح بالبدء في الحرص على تناول الكولاجين منذ منتصف العشرينيات من العمر، أو بداية الثلاثينيات على اقصى تقدير.
فوائد الكولاجين لصحة المرأة
لا شك أن الكولاجين الطبيعي في الجسم من أهم البروتينات التي تساعد على صحة البدن، وتدعم اللياقة، وتضفي نضارة على البشرة. أما بالنسبة للكولاجين الاضافي الذي يمكن تناوله في شكل كابسولات أو مسحوق أو حقن أو كريمات وجل للوجه والشعر والبشرة، فهناك بعض الاختلافات في آراء الخبراء والأطباء والمتخصصين.
يرى الكثيرون أن فوائد الكولاجين في كافة أشكاله لا حصر لها، بينما يرى البعض الآخر أن المكملات الغذائية أو الحقن أو الكريمات لا يمكن لها أن تعوض تماماً الكولاجين الطبيعي الذي ينتجه الجسد. وللأسف تظل الدراسات العلمية التي قد تحسم الأمر قليلة وغير قاطعة.
وأورد تقرير من جامعة هارفرد أن الكثير من مستهلكي منتجات الكولاجين، وخاصة من الرياضيين ومن النساء (وإن ظلت الاحصاءات الدقيقة ضئيلة ومحدودة)، أنها ذات فائدة كبيرة، وأنها ساعدت بالفعل على الشعور بالتحسن في الصحة البدنية واللياقة والبشرة وغيرها.
ما هي، إذا، بعض فوائد الكولاجين ومكملاته؟
نلخص فوائد الكولاجين ومكملاته في أوجه الصحة المختلفة للإنسان بشكل عام، وصحة المرأة وجمالها الطبيعي بشكل خاص. ويمكن التعريف بأهمها فيما يلي:
- صحة الجلد والبشرة
- الجلد باعتباره حاجز يحمي الجسم: فجلد الانسان يعتبر من أكبر أعضائه، وتساعد على عمليات التنفس، كما أنه يحمي الجسم من الكثير من عوامل البيئة الضارة والملوثات. لذا فإن تناول الكولاجين يساعد خلايا الجلد على التجدد والنشاط لتستمر في أداء هذه المهام بكفاءة.
- ترطيب البشرة: من أهم فوائد شرب الماء – خاصة في فصل الصيف – الحفاظ على ترطيب الجلد والبشرة، وحمايتهما من الجفاف. أما الكولاجين، فيساعد على الحفاظ على ترطيب الجلد والبشرة داخلياً، مما يزيد من مرونتها وقدرتها على مجابهة الحياة اليومية.
- مرونة الجلد ونضارته: حيث أن تناول مكملات الكولاجين تعوض بعض ما يتناقص في الجسم من كولاجين نتيجة التقدم في العمر، مما يساعد على مكافحة التجاعيد والترهلات، واعادة شد البشرة والجلد.
- صحة الأطراف والمفاصل
- التهاب المفاصل: على الرغم أنه لا يعد علاجاً التهاب المفاصل، إلا أن الكولاجين قد يساعد على تخفيف أوجاع وآلام مثل هذه الالتهابات، حيث أنه يساهم في تليين المفاصل وترطيبها، وفي مرونة الأربطة والأوتار والغضاريف، ويدعم صحتها بشكل عام.
- تيبس الأطراف والمفاصل: من الشكاوى الشائع مع تقدم العمر، الأوجاع الناجمة عن تيبس الأطراف والمفاصل، ويساعد الكولاجين في هذه الحالة في زيادة مرونة المفاصل وتغذية الأطراف بالأوكسجين مما يخفف من حالات الشعور بالتيبس والوجع.
- صحة العظام والعضلات
- كثافة العظام: يؤدي نقص الكولاجين الطبيعي، والسلوكيات والعادات غير الصحية، والتقدم في العمر إلى هشاشة العظام مع مرور الوقت. لذا يدعم الكولاجين الجسد في عمليات اعادة انتاج العظام والحفاظ على كثافتها وقوتها، من خلال زيادة المكونات العضوية للعضام.
- الكتلة العضلية: يساعد الكولاجين في دعم الكتلة العضلية للجسد، ويخفف من الشعور بآلام العضلات الناجم عن نقص الكولاجين فيها، مما يساعد بدوره على زيادة النشاط الجسدي والقدرة على ممارسة الرياضة.
- ترميم العضلات: يعمل الكولاجين في الكثير من الحالات على تحسين عملية الشفاء والتعافي، خاصة في بعض حالات الاصابة البدنية.
الخلاصة:
ترجع كلمة كولاجين تاريخياً إلى أصل إغريقي، وهو كلمة “كلّة”، أي المادة اللاصقة أو الصمغية التي تلحم بين الأشياء. والكولاجين – بهذا المعنى – يقوم بدور هام وأساسي في الحفاظ على اللُحمة والترابط بين أعضاء الجسم وأنسجته بعضها البعض. ونعود لنؤكد، أنه على الرغم من الفوائد الجمة والسحرية التي قد تتأتى عن تناول مكملات الكولاجين، إلا أنه لا يجب أن ننسى أبداً أن صحة الإنسان منظومة متكاملة – أي أنه يجب علينا الحفاظ عليها من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وتبني سلوكيات صحية، وشرب الكثير من المياه، وممارسة الرياضة، والابتعاد عما يؤثر سلباً في صحتنا.