
في الواقع فقدان أي شئ صعب، فكيف إذا كان إنسانًا؟ قريبًا كان أو بعيدًا، صغير السن أو كبير؟!
عدم وجود شخص تعرفينه، وأنت تدركين أنك لن تريه؛ لأنه في عالم آخر، يولد فراغًا في القلب والفكر. يحس الإنسان أن فجوة في القلب ولدت.
شعور غريب، فلا يستطيع المرء فهم هذا الفراغ. إنه مزيج من الحزن والفقد والخوف، يصل لدرجة زعزعة أو خلل في الوجود.
فما بالنا الآن نرى الموت كل يوم بأشكال عدة: حوادث سير، حوادث طبية، ولعل أسوأها نتائج الحروب.
هناك موت يسببه إنسان لأخيه الإنسان، وهناك حوادث يسببها القدر.
وفي كل الأحوال، هناك حزن!
فما الفرق اذا مات الإنسان في حادث سيارة أم بسكتة قلبية أم بإطلق النار عليه أم وقع من سطح أو شرفة ما؟ الجواب يتعلق بالصدمة التي يتلقاها الآخرون من حوله.
اذا كان الموت فجائي، فقدرة الاستيعاب قد تكون ضئيلة وتحتاج وقت أكثر للتقبل. أما اذا دخل المصاب المستشفى، فربما يضع من حوله عدة احتمالات، منها فقدان الشخص المصاب، فيصبحون أكثر استعداداً لقبول الفراق – ربما.
نحن هنا لسنا بصدد وزن الحزن بمكيال ما، بل بصدد فهم وتقبل الحوادث والفراق.
إن واقع الحياة يفرض علينا تقبل الفرح والحزن، الجيد والسيئ، الحلو والمر …
هكذا يكبر الإنسان، ليس بعدد السنين فقط، بل ينضج مع الأحداث وأثرها على تفكيره ووجوده. فيقرر كيف يأخذ الخبرات لتزيد على حياته وحياة الآخرين بإيجابية، فتوضع الأوليات بترتيب أفضل ويصبح لعدد السنين بُعد انساني!



