
الفراغ واليأس
الفراغ ليس له علاقة بعمر أو بفئة اجتماعية.
الفراغ هو الاستيقاظ كل صباح، وإدارك المرء أنه ليس له دور في مجتمعه، ولا في حياته الخاصة .
وفي معظم الأوقات، يشعر المرء أن يومه مثل الأيام السابقة، بدون أي عمل، أو أي إنجاز، أو فائدة تعود عليه، ليس فقط من الناحية المادية، ولكن من الناحية النفسية والمعنوية أيضاً.
والأمر الذي لا يريد أن يتقبله الإنسان، أن الفراغ نابع من داخله، ولم يفرض عليه بسبب مجتمع لم يحقق له فرصة عمل أو لم يقدر إمكانياته.
وفي أغلب الأحيان، يتخذ البعض الفراغ مبرراً للدخول في حالة من الإحباط واليأس.
ولو كان الفراغ هو الطريق السهل لدخول الإنسان في حالة من اليأس، فإن العمل هو السبيل الوحيد للسعادة والرضا.
“وقل أعملوا فسيرى الله عملكم”
فهل من الضروري أن يكون العمل مقابل أجر، حتى يشعر الإنسان أنه سعيد؟
والإجابة:
هناك الكثير من الناس ممن يقومون بأعمال تطوعية، دون أجر أو مقابل، ويكونون من أسعد الناس وأكثرها نجاحاً؛ وذلك لأن “من كان في عون العبد، كان الله في عونه، ومن فك كربة عن مؤمن، فكه الله عنه كربة من كرب يوم القيامة”، فإن الله يرضي الإنسان في حياته بعمله التطوعي.
ولذلك، ليس للعمل عمر محدد.
وكذلك بالنسبة للعمل بأجر، فالإنسان يؤجر عليه أولا من الله سبحانه وتعالى؛ لأنه سعى لطلب الرزق.
ولنا في ذلك مثال في العصافير
تغدوا غماصاً وتعود بطاناً
لنملأ الفراغ، إذاً، بالعمل، ولنترك اليأس وراءنا، ونسعى للعمل والعطاء، فهما طريقنا إلى الرزق والراحة النفسية والسعادة.