
السمنة: ماهيتها، نشأتها، علاجها
السمنة مرض العصر، حيث الحداثة والتكنولوجيا والراحة البدنية .. فالأجهزة بالريموت، والسيارات متوفرة، والطعام جديد ولذيذ وسريع … اختراع أنواع للصوصات والمقبلات فاتحات الشهية، التي تغوي الجائع والشبعان أيضا .. فنضع رطل فوق رطل من اللحوم والشحوم، زيادة على أوزاننا، فتضيع الصحة ونظهر بمظهر البدانة المفرطة … ولكن يجب أن نتدارك أنفسنا، ونسارع بالعلاج من آفة العصر، فالصحة تاج على رؤوسنا.
كيف ندرك زيادة الوزن؟
تقاس السمنة بمؤشر كتلة الجسم (أي وزن الجسم بالكيلو جرام مقسوم على مربع طوله بالمتر)، فإذا كان مؤشر الكتلة من 25 إلى 29، فإن الجسم مصاب بزيادة الوزن، أما إذا كان 30 فأكثر، فهو مصاب بالسمنة المفرطة. وتؤثر السمنة على أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري واضطرابات العظام والعضلات بل والسرطان.
أسباب السمنة:
من أهم أسباب السمنة، تناقص النشاط الجسدي بشكل كبير، مع توافر الخادمات والأجهزة المنزلية الحديثة، فوصلت نسبة السكان في تركيا الذين يعانون من السمنة الزائدة 36.8٪، والسمنة المفرطة 23.5٪. كما أن السكري في النساء أكثر من الرجال، ويرجع ذلك إلى عدم عمل غالبية النساء بوظائف خارج المنزل، ونمط حياة خالي من النشاط. ويعتبر النشاط البدني الوحيد الذي تقوم به النساء هو الأعمال المنزلية، وهو نفس الحال في فلسطين والأردن ولبنان والبحرين، حيث يكثر استهلاك الوجبات السريعة والبطاطس المقلية والشيكولاتة وغيرها من الأطعمة الفقيرة للألياف الغذائي والمغذيات.
وهو نفس الحال في جميع الدول العربية الأخرى، وكذلك فإن السمنة المفرطة، مثل الحالات الطبية الأخرى، فهي نتيجة تفاعل بين العوامل الجينية والبيئة، ونسبة السمنة التي يمكن أن ترجع إلى الجينات متفاوتة بشكل كبير من 6٪ إلى 85٪.
علاج السمنة:
العلاج الأساسي للسمنة هو اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة البدنية، وقد تؤدي أنظمة الرجيم إلى إنقاص الوزن على المدى القصير، لكن الحفاظ على هذا الوزن غالبا مايكون صعب، فنتبع حميات منخفضة السعرات الحرارية، بالاضافة إلى التمارين الرياضية.
وتعد العمليات الجراحية العلاج الأكثر فاعلية لعلاج السمنة وفقدان الوزن على المدى البعيد.
أما الوجبات الغذائية المساعدة على فقدان الوزن، فتنقسم إلي: قليلة الوزن، منخفضة الكربوهيدرات، منخفضة السعرات الحرارية، وسعرات حرارية منخفضة جدا، وهي تساعد على فقدان الوزن. أما الوجبات الغنية بالسكريات، فتزيد الوزن.
ويجب التنبه إلى أن اتباع بعض الحميات الغذائية غير المناسبة، قد يؤدي إلى فقدان الكتلة العضلية أو بالاصابة بالنقرس وغيرها.
كذلك اتباع الرياضة، كالمشي والجري، يساعد على استخدم الدهون كوقود وتحافظ على صحتك.
وهناك العلاج بالعقاقير، ولكن يجب توخي الحذر فيها، وأن تكون أمنة ومصرح بها من وزارة الصحة العالمية.



