
إن أطفال العشرينيات من القرن الحادي والعشرين يستخدمون الإنترنت أكثر من أي جيل سابق لهم، كما أن كافة الأجهزة – من هواتف إلى أجهزة تلفزيون إلى أجهزة ألعاب الفيديو – جميعها متصلة بشبكة الانترنت.
وحيث أن أطفالنا اليوم يعيشون على الانترنت أكثر من أي وقت سابق، فمن الضروري أن يتعلموا كيفية استخدام الانترنت بشكل آمن، فهناك عدد من الممارسات البسيطة التي يمكن لأطفال اليوم تعلمها ليتمتعوا بالامن السيبراني طوال حياتهم فيما بعد. وإليكم بعض الأمور السهلة والبسيطة التي يمكن تعليمها للأطفال ليتخذوا حذرهم عندما يكونون أونلاين.
تصيد المعلومات لا يقتصر على الكبار
إن تصيد المعلومات phishing هو أسلوب من الأساليب التي يلجأ إليها المجرمون السيبريانيون لسرقة المعلومات الشخصية والمالية الخاصة بالشخص الذي يستهدفونه، وهو من أبرز أشكال التهديدات السيبرانية اليوم. وعلى الرغم من أن تصيد المعلومات عادة ما يكثر عن طريق رسائل الهاتف القصيرة (ويطلق عليه أحياناً اسم smishing) أو رسائل البريد الإلكتروني، إلا أنه يسهل وقوعه في كافة أرجاء عالم الانترنت.
وحتى وإن كان عمر الأطفال صغيراً لا يسمح بعد بامتلاكهم لهاتف محمول أو بريد إلكتروني خاص بهم، فإن المخادعين يستهدفون الأطفال بسهولة من خلال الادعاء بأنهم أحد اللاعبين في لعبة من ألعاب الفيديو، أو أنهم أحد الأصدقاء في تطبيقات التواصل والرسائل. كما يسهل استهدافهم من خلال تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي مثل اليوتيوب أو التيك توك.
وقد تأتي رسائل تصيد المعلومات في شكل من الأشكال التالية:
الوعد بجوائز قيمة مقابل الافصاح عن معلومات شخصية
روابط إلى برمجيات خبيثة تتخفى في هيئة ألعاب “مجانية” أو محتوى يتم اضافته (مثل بعض الأغراض التي يمكن شرائها داخل الألعاب الإلكترونية باستخدام الأموال الحقيقية)
طلبات المعلومات الشخصية التي تتخفى في هيئة مرحة (“هل تعلم أن اسم البطل الخارق الخاص بك هو اسم والدتك قبل زواجها + اسم الشارع الذي تسكن فيه؟ هيا، اكتب اسم بطلك!”)
لا شك أن أطفال اليوم يتمتعون بمهارات رفيعة في التعامل مع التكنولوجيا، إلا أن هذه المعرفة لا تحميهم من تصيد معلوماتهم الشخصية. لذا يجب علينا أن نعلم أطفالنا التوجس والاحتراس عندما يصادفون أشكالاً مختلفة من طلبات المعلومات، دون أية اعتبارات لروعة العرض الذي يقدم لهم أو براءة الطلب الظاهرية. ولعل هذا هو أفضل سبيل لوقاية الطفل من الوقوع ضحية لتصيد المعلومات.
المبالغة في مشاركة البوستات قد يعرض الحساب للخطر
في عالم الانترنت، لا يضطر المجرم إلى سرقة كل معلومة حتى يحصل عليها، فإن لم يلتزم الأطفال الحذر عند مشاركة البوستات أونلاين، فقد ينتهي بهم الأمر إلى تنفيذ مهمة المجرم السيبراني بدلاً منه.
إن الأطفال لا يميزون دائماً المعلومات التي يمكن مشاركتها بأمان دون غيرها، فعلى سبيل المثال، فإن اخبار الجميع بالمدرسة أن اليوم عيد ميلادك قد يكون أمراً شيقاً، إلا أن مشاركة ذات المعلومة أونلاين على الأرجح أمر مختلف. وينطبق الأمر ذاته على التفاصيل الأخرى التي قد تبدو أقل ضرراً عن واقعها، كأن يشارك الطفل اسمه بالكامل، واسم المدرسة التي يرتادها، أو اسم المدينة التي يقطن فيها.
ومن المرجح أن تحتوي الكلمات السرية لطفلك على بعض التفاصيل الشخصية الصغيرة التي يسهل على المجرم السيبراني الوصول إليها من خلال المحتوى الذي يشاركه الطفل أونلاين. لذلك يمكنك مساعدة طفلك على حماية حساباته الإلكترونية وأجهزته الذكية، من خلال تعليمه ضرورة الحفاظ على سرية هذه المعلومات، وضرورة اللجوء لكلمات وعبارات سرية قوية وفريدة.
البرمجيات الخبيثة قد تبدو جذابة
إن البرمجيات الخبيثة malware هي نوع من البرامج التي تصيب جهاز الكمبيوتر أو الهاتف المحمول والغرض منه ايذاء الجهاز أو احداث ضرر ما، فتستخدم البرمجيات الخبيثة لتدمير الجهاز، أو السماح للمجرم السيبراني بالتجسس عليك، أو سرقة معلوماتك الشخصية، أو احتجاز ملفاتك مقابل فدية.
وكثيراً ما يتم تنزيل البرمجيات الخبيثة من خلال برامج أو ملفات قد تبدو سليمة، فعلى سبيل المثال، قد يقوم الاطفال بتنزيل برمجيات خبيثة بينما يحاولون تنزيل لعبة ما أو تطبيق ما على الجهاز.
من الضروري على أولياء الأمور اتخاذ الخطوات المناسبة لمنع أطفالهم من تنزيل البرمجيات الخبيثة، ومن الخطوات التي يمكن اتباعها هو تفعيل الرقابة الأبوية Parental Controls، لتقييد ما هو متاح للتنزيل عن الانترنت وتثبيته على الجهاز. كما ينصح بتشجيع الأطفال على طلب الإذن قبل القيام بتنزيل أية ملفات أو تثبيتها، مع ضمان أن مثل هذه الملفات لا يتم تنزيلها سوى من مصادر موثوقة. وحيث أنه من المستحيل مراقبة الأطفال على مدار الساعة، فإنه ينصح بتنزيل برنامج لمكافحة الفيروسات الإلكترونية على كافة أجهزة الأسرة، لاضفاء حماية اضافية.
الخلاصة
إن الانترنت أصبح موطناً لكافة أشكال المحتوى المرح الذي يجذب الأطفال بشكل مباشر، إلا أنه من خلال تعليمهم بعض الخطوات البسيطة، يمكن التأكد من تأمينهم أونلاين، مع الحفاظ على استمتاعهم بالأنشطة الترفيهية والتعليمية في ظل أمان سيبراني لجميع أفراد الأسرة.